Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 15/08/2013 Issue 14931 14931 الخميس 08 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

فقيد الوطن محمد بن سليمان الضلعان

رجوع

فقيد الوطن محمد بن سليمان الضلعان

كلنا ذاك المسلم المؤمن بقضاء الله وقدره، فالحياة لا تدوم لمخلوق، الموت حق لا منازع حوله، لكن رهبة الموت ورحيل عزيز أو صديق أو قريب تترك ألماً في النفس، فالذكريات عن أبي سليمان كثيرة كونه من الأشخاص المحبوبين، وله في كل مكان بصمة حب وتقدير واحترام، فكل العاملين معه في التدريب المهني (وهذا هو الاسم القديم لهذه المنشأة التعليمية قبل أن يتحول إلى المسمى الجديد)، أقول كل العاملين معه لا ينسون الجوانب الإنسانية لهذا الإداري الفريد من نوعه. ففي مناطق المملكة كلها يوجد مراكز تدريب وكليات تقنية ومعاهد صناعية تمتلئ بالعاملين، لا أبالغ إذا قلت أن الجميع يحضره اسم محمد الضلعان بابتسامته وهدوئه وتعاونه، فالكل لهم مع أبي سليمان وقفات إنسانية وأخوية. لقد عملت معه عندما كان مديراً عاماً لإدارة التدريب، وبعد أن تحولت الإدارة إلى مؤسسة تعنى بالتعليم الفني بشقيه التدريب المهني والمعاهد الصناعية والتجارية، فكان مدرسة في الأخلاق والتعامل اللطيف مع كل منسوبي المؤسسة موظفين وطلاباً، وقد حرص -رحمه الله- على كل ما من شأنه مساعدة المراجع وتسهيل إجراءات العمل أمام الجميع طلاباً وأولياء أمور. وكان يختار من الموظفين أميزهم خُلقاً وتعاملاً لملء الوظائف ذات الصلة بالطلاب من أجل تذليل الصعوبات التي تعترضهم حتى لو تطلب الأمر مراجعته شخصياً، انطلاقاً من نظرته الإنسانية بأن هؤلاء الفئة من المواطنين يقفون على مفترق الطرق، وأن لهم الحق في العيش الكريم خصوصاً أن الدولة -أعزها الله- أنشأت هذه المرافق التعليمية والتدرييبة حتى يجد كل مواطن ما يناسبه من التعليم ويأخذ فرصته في سوق العمل. لا أتردد أبدًا في القول أن محبي أبي سليمان كثر في جميع مناطق المملكة زملاءً وطلاباً، لحرصه على مقابلة كل صاحب حاجة من منسوبي المؤسسة، وباب مكتبه مفتوح لكل مراجع، لا يمنع أحداً أو يحدد أوقاتاً تفوت على الأفراد مصالحهم، كما أن المراكز التي تقلدها بدءًا من مدير مركز تدريب ثم مديراً عاماً فنائب محافظ ثم محافظاً للمؤسسة لم تجعله يتغير، فالمراجع والموظف يأنس بالجلوس معه في مكتبه وينصرف وقد حصل على طلبه أو اقتنع نتيجة النقاش الهادئ وما تتطلبه مصلحة العمل، وهذه الجزئية تشكل هاجسه وحرصه الدائم على عدم المساس بشيء منها. كما عرف أبو سليمان ببعده عن اتخاذ مركزه للمصالح الذاتية، فهو لا يطلب من أحد أن يقدم له خدمة خاصة - نحسبه كذلك ولا نزي على الله أحداً - كما أنه لا يبخل بالمشورة وإعطاء الرأي وتقديم ما يلزم من قبل المؤسسة للجهات الإنسانية والخيرية، فله مواقف كثيرة مع الجهات التي تحتاج أو ترغب في خدمات المؤسسة كالسجون وغيرها، سواء كانت تدريبية أو تعليمية. رحم الله فقيدنا الغالي، فقد كان مدرسة في التعامل والأخلاق وإنجاز العمل. ولا أنسى أن أشير إلى أن آخر وظيفة تقلدها كانت في مجلس الشورى، ولابد أن زملاءه في المجلس لمسوا الأحاسيس وتلك المشاعر وسلامة الصدر لدى فقيد الوطن معالي الأستاذ سليمان بن محمد الضلعان.

أسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.

عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة