Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 15/08/2013 Issue 14931 14931 الخميس 08 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الأخيــرة

شأن جورجيا كشأن بقية البلاد المتخلفة، في كون هيمنة الذكورية وتسلط الذكر هو السمة الغالبة على الثقافة التقليدية. ومما اشتهروا فيه إلى زمن قريب - لا يتجاوز عقدين من الزمن- أن الرجل إذا أعجبته امرأة ورغب فيها، ولم ترغب هي فيه ولا في الاقتران به، قام الرجل بخطف المرأة قهراً ومن ثم إجبارها على الزواج منه. والعجيب، أن الرجل الخاطف لا يلمس المرأة قبل الزواج منها، وتضطر هي للقبول به، لكي لا تُتهم في عرضها بعد اختطافها.

والنساء الجورجيات من ألطف النساء معاملة وبشاشة، على عكس رجالهن. فرجالهن متجهمون، ينظرون إلى كل أحد بعدائية، وهذا شأن الروس بشكل عام. وسبب العنجهية الروسية هذه، هو حب إظهارهم بأنهم ذوو نفوذ وسلطة وقوة. والجورجيون يكرهون الروس كراهتنا للإسرائيليين. والحرب الانفصالية الجورجية الروسية، وإن كانت قد انتهت إلا أنها لم تنته عن رضا من الدب الروسي. لذا فإنني أعتقد شخصياً أن مشاكل جورجيا الاقتصادية لن تحل، والبلاد لن تتطور. فلن ترغب الشركات الكبرى في فقدان مصالحها الاستثمارية في روسيا بمضايقة الدب الروسي من أجل بلد لا يزيد سكانها عن خمسة ملايين. حتى أنك لا ترى للغة الجورجية وجود في الآيباد والآيفون، رغم أن غالب الجورجيين لا يعرفون إلا اللغة الجورجية بعد أن أوقف تدريس الروسية في المدارس الرسمية. كما أنه لا توجد بنية تحتية في البلاد مطلقاً. فلا سكة حديد شاملة - اللّهم إلا قطار مزدحم من بتومي إلى تبيليسي - ولا مطارات عاملة تذكر - باستثناء تبيليسي - ولا طرق معتبرة - اللّهم إلا مسالك أسفلتية معبدة تتخذها البقر مجالس لها. وبالنسبة للسائح الزائر، فإن هذا لا يعد مشكلة، لأن الطرق خالية تقريباً، ونظيفة. وبداءة الطرق هو من النكهة البدائية البكر التي أضفت على جورجيا - الجمال الروحي- والله أعلم.

وعودة إلى السياحة في جورجيا. فأكثر ما شدّني إلى جورجيا بدائيتها وبساطتها وطبيعتها البكر مع نظافتها وطيب أكلها وقوة أمنها. ولذا لم أذكر في مقالي الأول «بتومي» أهم مدينة ساحلية عندهم، وهي سياحية بالدرجة الأولى. وتقع على البحر الأسود مع الحدود الحدود التركية. شواطئ بتومي ممتدة دون انقطاع من منتجعات أو ملكيات خاصة. وهي كذلك جبلية. فالجبال الخضراء تحيط بالمدينة. وهذه المدينة فيها عدة فنادق خمسة نجوم. وشأنها شأن المدن الساحلية السياحية الجميلة إلا أنها لا تمتاز بشراحة الصدر التي وجدتها في تبيليسي العاصمة وما حولها وفي الجبال وعاصمتها متيسا، ولذا فقد غادرتها سريعاً.

وأحب أن أنبّه الراغب في زيارة جورجيا، وبخاصة الجبال، أنه يجب أن لا يفترض أنه سيجد أي شيء من المشتريات الكمالية. ولكي أوضح الصورة، فعلى الطريق الجبلي هناك إعلانات عن وجود آيسكريم «بارد» وهم يعتقدون بعض العصيرات الغريبة عنهم أنها آيسكريم.

ويجب أن أحذّر من استئجار سيارة وقيادتها في الجبال دون مرشد. فالطريق قد ينشطر شطرين يمنة ويسرة، واليمين ينقطع فجأة دون أي تحذير، لتهوي السيارة من فوق الجبل ليتلقفها النهر الهائج فيرمي بها بعيداً لتختفي في بحيرة السد.

والبلاد تتميز بآثارها الخاصة بها المختلفة عن الدول الأوربية. فالكنائس لها طابع خاص وقديمة جداً إلى ألف وخمسمائة عام لم تمسها يد الترميم. وعجيب فيها هذه القباب الشاهقة رغم قدم عهدها. وفي بعضها قبور عربية وصور أمراء العرب. كما أن فيها قرى أثرية بُنيت في الجبال يعود تاريخها إلى الآلاف السنين.

وخلاصة القول إن جورجيا بلد غير مكلّف مادياً وفيه مجال للسياحة لمن أراد أن يهرب إلى البساطة والبدائية غير المصطنعة في بيئة نظيفة وغير مزدحمة.

hamzaalsalem@gmail.com
تويتر@hamzaalsalem

المسكوت عنه
جورجيا البرزخ المنسي 2-2
د. حمزة بن محمد السالم

د. حمزة بن محمد السالم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة