Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 16/08/2013 Issue 14932 14932 الجمعة 09 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

كتب

قراءة في دنيا صالح سالم عمير
عمار باطويل

رجوع

الوقوف على ديوان (باقة ورد) للشاعر صالح سالم عمير(1) تتجلى في صفحات دنياه الدروس والعبر والتجارب وفيها يرصد الشاعر حياة الأصدقاء في الدنيا وكيف غرتهم الحياة وقلبتهم وجعلتهم يتنكرون لماضيهم مع أقرانهم وربما هذا التقلب بسبب حبهم للدنيا وتمسكهم بها ومطامعهم في المناصب الزائفة - وكان أمل الشاعر أن يجد أصدقاءه على عهدهم، ولكن الأمل يتلاشى في آخر أبياته في القصيدة (دنيا) عندما سأله صديقه القديم، (ما الاسم الكريم؟!) وبهذه الكلمات الأخيرة مع علامتي الاستفهام والتعجب تتبلور صدمة الشاعر من صديقه، وهذه الصدمة الأولى من الأصدقاء في الديوان وتلحقها صدمات عدة في دنيا الشاعر ليست صدمة واحدة، فالدنيا عقبات وصدمات ونكسات!- فهي دنيا الفرح، والحزن والمعاناة وهذه الدنيا التي عاشها الشاعر دنيا لا تدع للإنسان أن يلتقط أنفاسه وخاصة الشاعرعمير الذي يرصد لنا نوعية الدنيا والزمن الذي عاشه وخاض تجاربه من الصديق الذي يتنكر للصداقة أو يتناساها وتظهر هذه الصفات في قصيدة دنيا-بحيث تكررت كلمة (دنيا) أربع مرات وكلمة (دنياي) مرة واحدة في قصائد الشاعر، ولنا وقفات في هذه الدنيا بكل ما فيها، وتأتي الصدمة في هذه الكلمات بحيث يقول الشاعر:

أكيد بالأحضان، كالعادة، سيلقاني أكيد

ولم يُقصر يا رفاق، صديقنا الغالي الحميم

عندما سألني في صلف موفُور:

مالاسم الكريم؟!

وكهذا انتهت القصيدة بالسؤال ولم يرد الجواب على لسان الشاعر ولعل حجب الجواب بسبب الصدمة التي لم يتوقعها الشاعر ويلود بالصمت والصمت في معظم الأحيان خير من الجواب ولكن هي صدمة الصديق لها تداعيات عدة!. ولم يقف الشاعر عند النوعية الأولى من الأصدقاء بل في قصيدة (باقة ورد) فيها عذوبة الشاعر الأخوية وما تحمله تلك المشاعر من عذوبة امتزجت بتربة المحبة ونبتت باقة وردية زهية اسمها الأصدقاء وبقراءة تلك الأبيات في القصيدة تظهرعمق الشاعر الوجداني نحو من يحب بحيث صور هؤلاء بحديقة فيها الورد والنخل الذي يرمز للحياة، والعطاء في حياة العربي وخاصة ابن الجزيرة العربية حيث يقول الشاعر واصفاً أصدقاءه:

شكراً لكم يا أصدقائي الطيبين المخلصين

يا من غرستم في الجوانح والجوارح ياسمين

إلى أن يقول في آخر القصيدة

الكلمة العذبة : حديقة ورد

نخلة باسقه

والكلمة الفظة الغليظ نار تشوي صاعقة

هيا نُوسس للمحبة، للمودة الصادقة

دولة قوية يا صحابي

كالجبال الشاهقة

فدولة الشاعرصالح سالم عمير لا تؤسس بالسلاح والسياسة والدبلوماسية الماكرة، ولا بقوة الرجال الأشرار بل بسباعية الحروف وهي (الصداقة) وهذه الصداقة المخلصة لا تنتهي ولا تطويها صفحات الأيام كما تطوي الأيام الدول والسلطات بل الصداقة المبنية على الطيبة التي ترسخ في أعماق الأرض وفروعها في السماء كقول الله سبحانه وتعالى : (أَلَمْ تَرَكَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء). وكان الشاعر طيبا يحب الطيبين تجده ينفر من زيف الألقاب الوهمية التي يصنعها الإنسان لنفسه وهو بعيد كل البعد عن الصفة أو اللقب الذي منح له من قبل نفسه، وهذا النفور لا يأتي إلا لتصحيح المفهوم الصحيح ووضع الناس في أماكنهم التي يستحقونها وجعل الشاعر بينه وبين الكاتب المزيف عداوة وهذه العداوة بسبب الكاتب (بتاع كله) أي الكاتب الذي يختصر الزمن ومن فيه وبدروسه وعبره ويجعل نفسه كبير في فكرة وكتاباته المتنوعة في شتى المعارف وهو العبقري المصاب بمرض (النرجسية) النظر إلى الذات ويجعلها فوق الآخرين-والشاعر بنقده الشعري للكاتب هو بحد ذاته نقد للكاتب المدعي العبقرية وهو دون ذلك فأصبح الإنسان لا يفرق بين استحقاقية اللقب من عدمه - والقصيدة فيها نبرة تحذير، وكذلك تصحيح المفاهيم لدى الناس وتدعي للنظر إلى أنفسنا وليس إلى ألقابنا! فيقول صالح عمير عن الكاتب:

أنا ولا فخر يا سادة مثقف كبير

دنيا رهيبة كتاباتي نتاجي الغزير

أنا مفكر أنا ناقد خرافي خطير

خبير في كل ألوان الكتابة خبير

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة