Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 16/08/2013 Issue 14932 14932 الجمعة 09 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

استيقظت مصر صباح أمس الخميس وهي تلملم جراحها بعد يوم دام سقط فيه مئات القتلى وآلاف الضحايا جراء فض اعتصام ميادني النهضة ورابعة العدوية، والتي أعقبته اشتباكات دامية في 13 محافظة مصرية وحرق عشرات الكنائس ومنازل ومحلات للأقباط جاءت كانتقام من قبل أنصار الأخوان المسلمين.

قوات الأمن وبدعم من كتائب متخصصة من القوات المسلحة تمثلت في تشكيلات من المظليين والصاعقة والقوات الخاصة، وهو ما ساهم في إنهاء الاعتصامات في وقت يعد نسبياً وقتاً قياسياً وبخسائر أيضاً تعد قليلة قياساً بحجم المتواجدين في الميادنيين، وبالذات في ميدان رابعة العدوية، وارتفاع عدد القتلى الخميس ليس ناتجا عن الضحايا في ميداني النهضة ورابعة العدوية، إذ كان عدد القتلى في كلا الميدانين بمن فيهم قتلى الأمن لم يصل إلى المائة قتيل، إلا أن أعداد القتلى في المحافظات، وبالذات في الفيوم ومحافظات الصعيد والتي جاءت معظمها انتقاما من أنصار الاخوان المسلمين هو الذي رفع أعداد القتلى.

الآن تخلصت مصر من الاعتصامات وطبعا، وفي ظل فرض الطوارئ لا يمكن أن تسمح الأجهزة الأمنية والحكومة بتكرار تجربة الاعتصامات، ولهذا فقد واجهت محاولات إعادة إنشاء بؤر اعتصامات في ميدان مصطفى محمود في المهندسين وأماكن أخرى في الهرم وميدان الساعة في مدينة نصر، واجهت حزماً وصرامة من الأمن في فض تجمعات المعتصمين، وبالتالي، يمكن القول إن مصر ودعت الاعتصامات ما يستوجب لملمة الجراح وإعادة روح التسامح والصلح رغم فداحة الخسائر والضحايا، ورغم أنه ليس من السهل الطلب ممن فقد والده أو ابنه أو ابنته أن يتعالى على جراحه وآلامه، إلا أن النظر إلى الخلف والتفكير بالانتقام يولد موجة جديدة من القتل والدمار، وفي النهاية تكون مصر الوطن ومصر الشعب هي الخاسرة، إذن لا طريق أمام المصريين إلا أن يعالجوا أمورهم بعيداً عن روح الانتقام، وأن يلتفتوا إلى معالجة الجراح التي خلفتها معارك الماضي وتشاحنات أبناء البلد الواحد.

مصر الآن سفينة تتقاذفها الأمواج وإن غرقت -لا سمح الله- فالكل يتضرر، وكل الذين تواجهوا يوم الخميس في الميادين وفي المحافظات هم مصريون، ولا يوجد منتصر أو خاسر، فالجميع مشارك في النتيجة، وإن كان هناك منتصر فهو الوطن، مصر المحروسة التي ينشد أهلها وكل المحبين لها أن تكون واقعة الخميس آخر مواقع مجابهة المصريين بعضهم لبعض.

jaser@al-jazirah.com.sa

أضواء
مصر تلملم جراحها
جاسر عبد العزيز الجاسر

جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة