Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 16/08/2013 Issue 14932 14932 الجمعة 09 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

أفاق اسلامية

د. هدى الدليجان تطالب بالابتعاد عن الشبهات
أكاديمية متخصصة في القرآن تؤكد على ضرورة مواجهة إغواء الشيطان بتدريب النفس

رجوع

الأحساء - خاص بـ(الجزيرة):

أكدت أكاديمية متخصصة في القرآن الكريم وعلومه أن أفضل وسيلة لمواجهة الشيطان وإغوائه هو تدريب النفس على الصبر، وإلزامها بتأدية حق الله - جل جلاله - وزجر النفس عن الوقوع في الهوى والشهوات، والاستعانة بالله العلي الكريم واللجوء إليه محبة وتعظيما. والدعاء بالثبات والأذكار الواردة في المواطن المختلفة.

وقالت الدكتورة هدى بنت دليجان الدليجان أستاذ التفسير والدراسات القرآنية بجامعة الملك فيصل بالأحساء: الله تعالى خلق الخلق لحكمة عظيمة، وسخر للإنسان مخلوقاته في السموات والأرض، وبين له الحق بإرسال الرسل وإنزال الكتب، حتى لا يكون للناس حجة أو عذر أمام الله بالانحراف عن صراطه المستقيم، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقد خلق الله - عز وجل - في هذا الإنسان نوازع الشهوات والرغبة فيها، وزينها الشيطان للإنسان، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات) أخرجه البخاري، وقدر الله جل جلاله للإنسان كل ما يمكن أن يعينه من العبادات والطاعات ليذهب عن تلك النفس جموحها، ويعالج تلك الروح عند هوانها، مع التهيئة بضعف خلق الإنسان وعدم قدرته على المقاومة للهوى والشهوات، قال تعالى

{وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا} (27) سورة النساء.

قال الإمام القرطبي: «أي أن هواه يستميله وشهوته وغضبه يستخفانه،وهذا أشد الضعف، فاحتاج إلى التخفيف».

أضافت د . الدليجان تقول: لن يستطيع الإنسان مهما كانت قوته ومكانته أن يحول بينه وبين هواه الشيطاني إلا بنور من الله جل جلاله، وذلك بتدريب النفس على الصبر وإلزامها بتأدية حق الله جل جلاله، وزجر النفس عن تلك المهالك الردية والنوازع الدنية مهما تزينت وتجملت، فلابد للإنسان من طاقة من نور يتبين فيها الحق لتعود النفس إلى رشدها وتنتهي عن غيها، وهذا يستلزم عدة أمور هي: الاستعانة بالله العلي الكريم واللجوء إليه محبة وتعظيماً, تقرير حاجات النفس وتلبيتها وفقاً لشرع الله، والدعاء بالثبات والأذكار الواردة في المواطن المختلفة، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وخطواته ونفخه ونفثه, والابتعاد عن مواطن الشهوات، والحذر من رفقة السوء الذين يزينون للإنسان مقارفة ماحرم الله.

وأبانت الدكتورة هدى الدليجان أنه مع كل هذه الإعدادات والتحذيرات، فقد علم الله تعالى حال الإنسان وهو الذي خلقه، فأمره بالتوبة إذا وقع في خطأ أو قارف ذنباً، لأن النفس أمارة بالسوء، قال تعالى {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف.

أي أن النفس لكثيرة الأمر لصاحبها بعمل المعاصي طلباً للملذات الفانية، إلا من عصمه الله، ومع كل هذا فأخبرنا الله عن نفسه الكريمة بأنه واسع المغفرة غفور لذنوب عباده، رحيم بهم وبحالتهم الضعيفة، وهذا سر من أسرار كثرة تذييل الآيات الكريمة باسمي الله (الغفور) و(الرحيم) في كثير من الآيات.

وقالت في نهاية حديثها: إن باب التوبة مفتوح للعباد الصادقين المخلصين الذين إذا أخطأوا تابوا وأنابوا وعادوا سريعا إلى فيء القرآن ودوحة الإيمان بتوبة نصوح تجب ماقبلها من الذنوب والخطايا، فبشرى لهم برب غفور تواب، وأكد ذلك في مواسم النفحات الربانية والخيرات والبركات في اليوم والليلة والأسبوع والشهر والسنة ،مثل القيام بالصلوات المفروضة، وموسم شهر رمضان المبارك، ورحلة الحج المباركة، بل كثير من الأحكام الشرعية والفرائض التكليفية بشر الله بها عباده بأن يتوب عليهم ويضاعف لهم الأجر مع القيام بالتقوى، لأن الإنسان خلق ضعيفاً فلا يخلو من خطأ أو قصور أو ذنب.. قال تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة