Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 17/08/2013 Issue 14933 14933 السبت 10 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

من أمتع الشخصيات التي يمكن أن يقابلها الإنسان في حياته الدكتور عبد الرحمن السميط الذي قضى أكثر من ثلاثين سنة في العمل الإنساني الخيري.. وقد سعدتُ بمقابلة هذا الرجل قبل عدة سنوات في المنطقة الشرقية مع بعض الزملاء وسمعت منه قصصاً عجيبة عن أحوال الناس الفقراء في أفريقيا ومعاناتهم مع الفقر والجهل والمرض.

لم يكن الدكتور السميط يتحدث عن جهوده، ولكنه كان يتحدث عن الأوضاع البائسة لملايين الناس في القارة الإفريقية، وكيف أن أي إنسان يستطيع بالقليل من الجهد أن يصنع فرقاً كبيراً في حياة أولئك الناس! أما جهوده فكنا نعرفها من قبل، وقد ضحّى بوضعه المادي والاجتماعي المريح كطبيب في بلد نفطي، ونذر حياته للعمل الإنساني الخالص ابتغاءً لمرضاة خالقه وانسجاماً مع طبيعته وجِبلته ونزعة الخير في تكوينه.

كان الدكتور السميط منشغلاً بالدعوة، لكنه لم يكن تقليدياً، ولذلك لم ينفر الناس منه، بل أحبوه واقتربوا منه، وأسلم على يده أكثر من أحد عشر مليون إنسان! كان يُعالج الناس، ويدرِّسهم، ويقدم لهم الطعام، ويعيش معهم في مجاهل أفريقيا كواحد منهم، ولذلك أحبوه حباً جماً واعتبروه قدوة جديرة بالاتباع، فأسلموا على يديه عن اقتناع بهذا الدين الرحيم العظيم الذي يتجلى في سلوك الدكتور السميط.

لم يدخر لنفسه شيئاً من المال، بل أنفقه على الفقراء في أفريقيا من مسلمين وغير مسلمين.. وعندما نال جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تبرع بها كلها لإنشاء الوقف التعليمي لأبناء أفريقيا، فنما ذلك الوقف وأصبح شجرة وارفة الظلال تقي أهل أفريقيا من الجهل.

ولم يقتصر نشاط الدكتور السميط على دولة واحدة، أو على جانب واحد من أعمال البر الإنسانية، أو على فئة من الناس أو على دين من الأديان، بل جعل نظرته شمولية إنسانية، فبهر الناس في أفريقيا ودخلوا في دين الله طوعاً واختياراً.

لقد سبق أن كتبت عن هذا الإنسان القدوة أكثر من مرة، وأكتب عنه الآن مترحِّماً عليه وداعياً له بالمغفرة بعد أن فارق قبل أيام هذه الدنيا جسداً ليعيش في قلوب الملايين من الناس.

كانت رحلته مع المرض طويلة، وقد عانى في السنوات الأخيرة كثيراً من المرض مما قلَّص من جهده البدني.

رحم الله الداعية الكويتي الدكتور عبد الرحمن السميط رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته، ويا ليت الدعاة المنفرين يقتدون به ويتأملون مسيرته العظيمة وما تحقق على يديه من خير كثير للإسلام والمسلمين.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

على وجه التحديد
الإنسان عبد الرحمن السميط
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة