Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 17/08/2013 Issue 14933 14933 السبت 10 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

قبل عشر سنوات كنت أطوف في شوارع أديس أبابا لفت نظري اهتمام الحكومة الأثيوبية بالرياضة, الشوارع تزينها صور الأبطال الأثيوبيين في مسابقة ألعاب القوى العالمية و الأولمبية.

في أديس أبابا لفت نظري خروج الأطفال للشوارع للركض مسافات طويلة و سط اهتمام شعبي بهذه الرياضة في ظل حكومة تؤمن بضرورة أن يبقى العلم الأثيوبي يرفرف في كل محفل عالمي و أولمبي... أثيوبيا دولة فقيرة لا تملك مالا لكنها تملك الإرادة و التخطيط.

كل طفل أثيوبي فقير يركض و في عيونه الأمل بأن يصبح بطلا لكي يفوز بجائزة تغير مسار حياته من الفقر إلى الثراء ...فهل شاهدتم كم مرة ارتفع علم بلادهم في بطولة العالم لألعاب القوى بموسكو ؟؟!!.

لا تسأل هل رفرف العلم السعودي ؟؟!!.

كم هو مؤلم بأن لا يرفع علم الوطن في هذا المحفل العالمي ؟؟!!... أليس مخجلا، دول فقيرة من مختلف أنحاء العالم تحصد الميداليات و دولة بحجم السعودية تملك المال عاجزة أن تحقق ميدلية واحدة ؟؟!!.

في ألعاب القوى معادلة بسيطة من يريد أن يصنع بطلا عالميا و أولمبيا عليه أن يهتم بالأطفال رياضياً و يصقل مواهبهم فقط لا أكثر,فهل في السعودية أي أهتمام بالأطفال في هذه المجال ؟؟!!.

قبل أربعة أشهر في قاعة الدرس بجامعتي الأمريكية الدكتور المختص في ألعاب القوى تحدث عن العداء السعودي يوسف المسرحي فقال بالنص « هذا الشاب يملك مقومات البطل و يحقق أرقاما رائعة في سباق 400م لكنه لن يفوز بأي ميدلية عالمية في موسكو؟؟!! «.

لا أخفيكم أستغربت وهو يمدحه بأنه بطل ولكن لن يحقق إنجازا عالميا ... فسألته : لماذا؟؟!!.

فكان رده سريعاً : لأنه لم تصقل موهبته في مرحلة طفولته.

فقلت له : لكن يوسف المسرحي يعيش من سنوات في أمريكا و مدرب عالمي يدربه في معسكرات طويلة على نفقة الأتحاد السعودي لألعاب القوى من أجل صناعة بطل.

تبسم الدكتور الأمريكي ... بل بصراحة ضحك ... وهو يردد :صناعة بطل عالمي يبدأ من الطفولة؛ لذلك أنتم ليسوا أبطالا لأنكم تهتمون بمواهب الكبار ولا تصقلون مواهب الأطفال؟؟!!.

في موسكو كانت كل الأحلام السعودية معلقة على يوسف المسرحي لرفع راية الوطن في منجز سعودي جديد ... لم يقصر يوسف و كسر كل الأرقام العربية و السعودية السابقة, وفي نهائي سباق 400م عجز أن يحقق أي ميدلية لسبب واحد فقط أن كل من فاز تدرب من الطفولة على الركض فحقق الإنجاز... يجب أن نفتخر بوصوله لنهائي سباق 400م و علينا أن نعرف لماذا ليس هو البطل ؟؟!!

يوسف المسرحي مسجل في الكشوفات بأنه لاعب نادي حطين السعودي وأنا أبن هذه المنطقة وأعرف هذا النادي لا يملك أي منشأة حكومية و مدينة الملك فيصل الرياضية بجازان كان مضمارها سنوات طويلة غير صالح للركض...فأين كان يتدرب في مراحل طفولته و سنوات شبابه الأولى ؟؟!!.

هادي صوعان الصميلي أول لاعب سعودي حصل على ميدالية في الأولمبياد عام 2000م في سيدني في سباق 400 متر حواجز ... لماذا لا نستثمر هذا البطل بأن يكون قدوة للجيل الجديد ؟؟!!

في أثيوبيا الأبطال السابقون يطوفون على الأدغال و القرى والمدارس بحثاً عن أطفال يركضون والحكومة تدعمهم لصقل مواهبهم لذلك هم من سنوات يتربعون على عرش ألعاب القوى في المسافات الطويلة.

يا صديقي القارئ ... قد تسأل : لماذا اخترت دولة فقيرة كأثيوبيا نموذجاً لصناعة بطل عالمي و أولمبي ؟؟!!.

لا أخفيك يا صديقي ... لو قلت أمريكا نموذجاً فإن الردود المعلبة الجاهزة من القائمين على رياضتنا ستخلق الأعذار بأن أمريكا دولة متطورة وتمتلك كل مقومات النجاح .. لذلك اخترت دولة فقيرة حتى ندرك بأن في ثقافة الإنجاز الفقير الحقيقي هو من لا يملك الفكر حتى لو كان غنياً بالمال.

لا يمكن تجاهل دور الأمير نواف بن محمد في تحقيق ألعاب القوى السعودية منجزات على مختلف الأصعدة ... لكن دول فقيرة تجاوزتنا كثيراً بمنجزاتها في موسكو فهل تعلمنا صناعة البطل تبدأ من الطفولة ؟؟!!.

** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك.

i.bakri@live.com
مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri

حافز
«يوسف مسرحي» بطل ولكن..؟؟!!
إبراهيم بكري

إبراهيم بكري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة