Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 20/08/2013 Issue 14936 14936 الثلاثاء 13 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

كل الجماعات التكفيرية والجهادية، وتيارات إسلامية سياسية بما فيها من دخلت العملية السياسية، ومن تدعي «السلمية«، أو التراجع بعد تاريخ طويل ومستمر من العنف، تذهب في النهاية إلى آخر مدى لاستخدام كل ما يتفق العامة على تقديسه من أجل فرض واقع جديد لحضورها بالعنف والفوضى!.

ولا يهمك اختلاف التسميات، فهي مجرد خلافات شكلية، الهدف النهائي هو نفسه، لكن الخبر السار أن هذه الجماعات لم تنجح أبداً في تغيير واقع الدول والمجتمعات، وخطوط السياسة الدولية.

ومهما تمسحت بالمقدس شكلا وقولا، إلا انه لا تستطيع الاستمرار في التزيف والكذب، قبل أن يكشف غيها وضلالها، فيما تبقى أقصى انتصاراتها استنزاف موارد الدول وتعطيل التنمية.

وهو أمر حدث بصور مختلفة، ومن جماعات -مهما تفاوتت في واجهتها، وعناوينها العامة- إلا أن جذورها واحدة، وثقافتها متشابهة، ومصدرها هو ذاته.

فقد استمرت هذه الجماعات في عنف طويل استمر لعقود كما في الجزائر، دون أن يسفر عن شيء، وما حققته سياسيا جاء عبر المصالحات والتوافقات السياسية.

ولسنوات حدثت مواجهات اشد عنفا مع تنظيم القاعدة كما حدث في السعودية، ولم يحقق التنظيم الذي صدم الناس بحجم تمويله واستعداداته إلا خيبات، فيما أصيبت الخلايا النائمة بالمزيد من الصفعات الاستباقية القوية!

رغم استخدامهم لكل شيء تقريبا من تفخيخ المصاحف، إلى التشبه بالنساء، إلى الخطف والقتل، تقريبا كل شيء يمكن للعقل الشرير أن يتوقعه.

والحقيقة التي يدركها السعوديون أن المواجهة لم تكن سهلة، وانتصار الدولة على الإرهاب كان له ثمن، وكانت الإشكالية دائما في حال الإنكار اجتماعية من البداية لحالة تنظيم القاعدة وخلاياه في السعودية، لدرجة رفض البعض تصديق ما ورد من أسماء لأعضاء ومطلوبين، ومر وقت قبل أن يتوحد المجتمع حكومة وأفراداً في المواجهة، ثم ينضم لهم -إجمالاً- رجال الدين والدعاة والعلماء في صف المواجهة.

في ذات الوقت كانت بعض المنابر -المساجد- توفر خطابا ملونا بين الدعم أو التأييد العام، أو الصمت المطبق عن النشاطات التكفيرية الإرهابية، والملفت بقاء بعض الجيوب في حالة إنكار أو صمت لليوم!

والآن في مصر، يرتد الإخوان إلى وضعهم القديم، السرية والعنف، وبعد أن فشلوا سياسياً خلال عام، وسقطوا بتفويض شعبي، لم يفكروا للحظة في المراجعات السياسية، وإعادة تأهيل جيل لدخول العملية السياسية، بل تمسكوا بسلطة مفقودة، وهددوا بحرق مصر والفوضى التدميرية، وأمام أول اختبار عادوا إلى سلاحهم القديم، عقيدتهم الراسخة، كما إخوانهم في الأحزاب والتنظيمات الإسلامية الجهادية والتكفيرية، حيث العنف والمواجهة.

ومرة أخرى اختاروا المساجد، اختطفوها للحماية، وكسب التعاطف الشعبي من العامة، وحملوا المصاحف أينما حلو.. معتقدين أنهم بهذا التكتيك يعلنوها حرباً بين الإسلام وأعدائه، بين مؤمنين وغير مؤمنين، نفس التقسيمات ونفس الفكرة العريضة التي توحد كل هذه التنظيمات المتشددة، ونفس المنابر المشبوهة تعود مجددا لمساندة الفكرة المرجعية المشتركة لدولة الإسلام الضائعة! في طريق مشوه للبحث عن سلطة مطلقة، وارض تجمعهم وحدهم، يفرضون فيها شرعيتهم وشريعتهم كما يتخيلونها.

لم يتركوا أي وسيلة بما فيها تجييش العامة، واستغلال المنابر والمساجد، ليس للحماية، بل ولشن هجوم وتجييش شعبي لصالح أهدافهم عبر اتباع هؤلاء الجماعات والملتزمين بثقافتهم وتشددها لمعاداة الآخر من (حكومات، وأجهزة، وأفراد.. الخ)، كنوع من التعبئة الشعبية المنسقة، داخل وخارج مواقع منافستهم الجغرافية، فالجغرافيا هنا لا اعتبار لها.

لكن، ومرة أخرى، الخبر السار، إن هذه المواجهات الشرسة مهما تنوعت واستمرت ترتد بهذه الجماعات إلى محاجرها، بعد أن تعريها وتكشفها، وفي النهاية ستكون الجولة للدولة، للمدنية، للأمن، لأوطان يتشارك فيها الجميع!.

@AlsaramiNasser

من تفخيخ المصاحف.. إلى اختطاف المساجد!
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة