Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 21/08/2013 Issue 14937 14937 الاربعاء 14 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

يتمزق الواحد منا بين نداء القلب وصوت العقل حين يجد نفسه أمام متسوِّل يطلب المساعدة، وبخاصة عندما يكون ذلك المتسوِّل طفلاً صغيراً أو امرأة أو شيخاً كبيراً.

مكاتب مكافحة التسول تقول إن الذين يساعدون المتسولين إنما هم يعرقلون جهود المكافحة ويشجعون على استفحال ظاهرة التسول.. وقد قرأت ذات مرة أن دخل بعض المتسولين يصل في بعض الأحيان إلى ستين ألف ريال شهرياً، وهذا أفضل من أي وظيفة أخرى بالنسبة لمستوى تعليم مَنْ يمارس التسول أو المهارات المتواضعة التي يمتلكونها والتي يمكن أن يدخلوا من خلالها سوق العمل ويكسبوا لقمة عيشهم بشرف وكرامة.

ولكن يجب أن نتذكّر أن معظم المتسولين ليسوا مواطنين سعوديين، وبالتالي نحن لا نتحدث بالضرورة عن مشاكل تتعلق بندرة فرص العمل المتاحة للسعوديين الذكور للدرجة التي تدفعهم إلى التسول إلا في النادر، وإن كان الأمر يختلف بالنسبة لبعض النساء الفقيرات ذوات الظروف الاجتماعية الخاصة ممن انسدت الآفاق في وجوههن.

وتشير الأرقام التي يتضمنها المسح الإحصائي لبعض مناطق المملكة أن نسبة المتسولين غير السعوديين تصل إلى أكثر من 75 بالمائة من العدد الكلي للمتسولين!

والأدهى من ذلك أن «التسول» قد أصبح «مهنة» مربحة لبعض الوافدين! وهي مهنة منظمة ذات تقاليد تقوم على الاستغلال وتوزيع الأدوار، وأحياناً على العنف.. ويُلاحظ أن النسبة الغالبة من المتسولين هي فئة النساء ثم الأطفال.. وسبب ذلك واضح وهو استدرار شفقة المحسنين وحسم ترددهم في تقديم الصدقات عندما يجدون أنفسهم عاجزين عن معرفة هل المتسول محتاج أم محتال!؟

ومعروف أن ظاهرة التسول تسيء إلى البلد في عيون الزوار الذين يأتون من الخارج، ويشاهدون المتسولين أمام إشارات المرور والمحلات التجارية لأنهم يظنون أن جميع هؤلاء المتسولين هم من المواطنين! ومن المفارقات أن صحيفة يمنية نشرت موضوعاً عن التسول في السعودية متسائلة: كيف يحدث هذا في أغنى بلد نفطي؟.. ولا أدري إن كانت الصحيفة تعلم أو تتغافل عن الحقيقة المعروفة، وهي أن معظم المتسولين هم من الوافدين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للمملكة، حسب الإحصائيات الرسمية لمكاتب مكافحة التسول.

أعتقد أن علينا أن نستمع إلى صوت العقل قبل نداء القلب لأن ظاهرة التسول مسيئة، وعلى الجهات المختصة في الدولة أن تكافح الفقر إذا كان المتسولون مواطنين بدلاً من تعريضهم للمهانة والذل، وإذا كانوا غير سعوديين فالأكرم لهم ولنا ترحيلهم.. أما من يريد أن يتصدق على المعوزين والفقراء فيستطيع أن يفعل ذلك من خلال جمعيات البر المنتشرة في جميع مناطق المملكة.

alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

على وجه التحديد
بين نداء القلب .. وصوت العقل
د. عبدالواحد الحميد

د. عبدالواحد الحميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة