Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 22/08/2013 Issue 14938 14938 الخميس 15 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

كِلا أمفرد هو أم مثنى 1

جزم أبو عليّ الفارسي بأنّ (كلا) مفرد، وأن (الألف) منقلبة عن لام اللفظ الذي يرجح أنها ياء لجواز إمالة الألف(1)، وهذا يشكل من جهتين إحداهما أنها لم ترسم ياءً، والأخرى أن الألف الواوية قد تمال كما أميلت في (والضحى)، ويذهب، متابعة لقوله، إلى أن الألف قلبت تاءً في المؤنث (كلتا)، وأما الألف بعدها فهي ألف التأنيث المقصورة، أي أنّ (كلتا) على بناء (فِعْلَى)، وهذا القول يثير جملة من الاعتراضات التي يعيها ويوردها ليجيب عنها، من ذلك تفسير انقلاب الألف ياءً جرًّا ونصبًا عند إضافة (كلا) إلى الضمير نحو (كليهما)، وتفسيره عنده أنها عوملت معاملة (إلى) و(على) عند اتصالهما بالضمير (إليهما) و(عليهما)، ولكن يمكن أن يقال إنّ هذا قياس مع الفارق؛ إذ لام (إلى) و(على) في رأيي هي الياء في الأصل، ودخولهما على الضمير جاء على هذا الأصل، وأما الألف فيهما عند انفصالهما فهو إعلال بحذف الياء وحركتها ومطل للفتحة السابقة للياء، وهذا نحو ما يحدث في مثل الأسماء كفتى والأفعال كمضى؛ ولذلك يحسن متابعة الفراء الذي ذهب إلى أن الألف في (كلا) للتثنية(2)، وهذا مناسب لمعنى اللفظ الدال على الاثنين؛ إذ يؤكد بها المثنى (جاء الرجلان كلاهما)، ويناسب حالة التأنيث حيث تكون التاء للتأنيث والألف للتثنية (جاءت المرأتان كلتاهما)، ولسنا بذلك بحاجة إلى الاحتجاج لقلب الألف إلى تاء كما اضطر إليه الفارسي؛ إذ احتج بأنه مثل بنت وأخت فالتاء عنده لام الاسم أي هي الواو من الجذر (ب/ن/و)، قال: «ومما يدل على أنه مفرد وليس بتثنية إبدال التاء من لامها في المؤنث، وذلك قولهم: كلتا، وحرف التثنية لا يبدل منه التاء، إنما تبدل مما كان لامًا، كقولك: أختٌ، وبنتٌ، وهَنتٌ، وثنتان، فكما أبدلوا التاء من اللامات في هذه الكلم، وفي قولهم أسنتوا، كذلك أبدلوا منها في (كلتا) للمؤنث في نحو (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ) [الكهف-33]»(3)

وهذا قول يذهب إليه كثير من النحويين؛ ويحتج له بأن التاء لا تتحول إلى هاء عند الوقف وهذا شأن تاء التأنيث، وأنه سكن ما قبلها خلافًا لتاء التأنيث التي يفتح ما قبلها(4)، ويحتج بأن تنوينها يقلب ألفًا(5)، وهذه حجج لا تلوي بدلالة هذه التاء على التأنيث. أما أنها لم تتحول إلى هاء عند الوقف فلأنها لم تحذف كما أنها لم تحذف من (بنات)، وإنما لم تحذف لأنه لا يدل عليها دليل بعد حذفها، أما التاء في (ابنة) فيمكن حذفها ويوقف عليها بهاء السكت التي تدل عليها.

ويحتج أبوعليّ لنفي كون ألف (كلا) للتثنية بأنها مخالفة للمثنى الذي تخلف فيه الياء الألف في حالتي الجر والنصب (رجلا شرطة) عن رجلي شرطة)؛ فـ(كلا) كالمقصور لا يتغير لفظ آخرها (كلا الرجلين) عن كلا الرجلين)، وهي حجة قوية بلا جدال؛ ولكن يمكن القول إن المثنى جاء في بعض لغات العرب على بناء المقصور، وهو الذي خُرّجت عليه قراءة قوله تعالى (إنّ هذان لساحران)، فليس من بأس أن نفسر أمر (كلا) بأنه استعمل على لغة القصر عند إضافته إلى الظاهر، وبأنه استعمل على اللغة العامة عند إضافته للمضمر.

***

(1) أبوعلي الفارسي، المسائل الشيرازيات، تحقيق: حسن بن محمود هنداوي(ط1، كنوز اشبيليا/ الرياض، 2004م) 1: 411.

(2) أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، معاني القرآن، تحقيق: أحمد يوسف نجاتى، ومحمد على نجار، وعبدالفتاح إسماعيل شلبى (الدار المصرية للتأليف والترجم/القاهرة) 2: 142.

(3) الفارسي، الشيرازيات، 1: 420.

(4) الفارسي، الشيرازيات، 1: 424- 425.

(5) الفارسي، الشيرازيات، 1: 426.

مداخلات لغوية كلا أمفردة أم مثنى 1
أبو أوس إبراهيم الشمسان

أبو أوس إبراهيم الشمسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة