Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 23/08/2013 Issue 14939 14939 الجمعة 16 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

حظي برنامج (خواطر) من تقديم أحمد الشقيري والذي عرض على قناة (إم بي سي) خلال شهر رمضان بمتابعة كبيرة، ساعده في ذلك حسن الإعداد والإخراج وقدرة المقدم على جذب الجمهور من خلال طريقة حديثه غير المتكلفة، وفي هذا العام اختار الشقيري وطاقم برنامجه

مخاطبة العقل والقلب واستثارة الهمم الخاملة سعياً لتحقيق التنمية والعمل على زيادة فعالية أداء الأجهزة الحكومية بالدول العربية، حيث تسنى له عقد مقارنات في مجال الخدمات والصناعات وغيرها بين دول متقدمة ودول عربية، وكان ذلك تحت شعار ألا يتفكرون!! بهدف تحقيق شعار مهم وهو (الإحسان) كقيمة إسلامية وإنسانية، فلقد تناولت حلقات البرنامج أغلب نواحي الحياة الرئيسة وراح يقارنها مع مثيلاتها في الدول العربية، ليكشف بالصوت والصورة مدى تفشي التخلف ليس فقط على مستوى الخدمات والرعاية التي تقدمها الدول بل على المستوى الشخصي والسلوكي للناس وطريقة تعاملهم وثقافتهم وكيفية نظرتهم للحياة! ومن المؤسف أن البرنامج أيضاً كشف أن بعض الدول العربية تزداد وتيرة التخلف فيها بعد مقارنة وضعها الحالي بماكانت عليه قبل عدة عقود من الزمن، في حين لحقت دول أجنبية جاءت بعدها بقطار التطوير والمدنية والتنمية وحققت لشعوبها الرخاء والنماء بإمكانيات أقل، لكنها بالقوانين والتعليم والإحسان والشفافية عرفت كيف تحقق لشعوبها ما تصبو إليه.

الشقيري بطريقته المشوقة التي تعتمد على المعلومة المصورة وليس فقط على الكلمة جذب الشباب الذين غالباً ما يصدون عن النصح، فكان أسلوبه في تقديم المعلومة المدعومة بالصورة مؤثراً مما جعل البرنامج يحقق المزيد من المتابعين. وكما يحصل مع الكثير من الناجحين واجه الكثير من غارات أعداء النجاح ، ولم يسلم من أولئك الذين لديهم قدرة على الولوج إلى القلوب ومعرفة النوايا، فقد اتهم في بدايات برنامجه في عقيدته وأنه يهدف إلى تشويه الدين، وقام البعض بتحليل شخصيته لمعرفة هل هو داعية إسلامي أم لا؟! الرجل ليس داعية دينياً بالمفهوم المتداول لكنه يوصل رسائل دينية وسلوكية وأخلاقية وحضارية أكثر فائدة مما يفعله بعض الدعاة ! فهو يقدم جهداً موفقاً في زيادة جرعات الوعي على أساس ديني ويستشهد بالقرآن والأحاديث النبوية مذكراً إيانا بأن كثيراً من الأمور التي كانت محل المقارنة قد دعى إليها الإسلام وحث على التمسك بها.

ما يقدمه الشقيري يعزز من قيمة التفكير كمنهج يزيد من تمسك الإنسان بدينه الذي جاء بكل جميل رصدته كاميرا البرنامج في شرق الأرض وغربها، ويعود بنا أحياناً ليقلب صفحات التاريخ الإسلامي ليؤكد أن كثيراً من قيم ومظاهر الحضارة الموجودة الآن كانت موجودة بشكل أو آخر في العصور الإسلامية الزاهية! لقد وفقت الإم بي سي في هذا البرنامج العائلي الذي شد انتباه الكبار والصغار ورغم ما يصاحبه أحياناً من كشف لستار التخلف وما قد يصل إلى النفوس من إشارات الإحباط لدى المواطن العربي، إلا أن جرعات الوعي بالكشف عن سهولة تحقيق الإحسان للانسان وأنه ميسر أمام المسؤولين العرب ليحققوا لشعوبهم ما حققته دول اخرى غربية وشرقية لشعوبها، بإمكانيات قد تكون أقل بكثير مما تملكه دول عربية لديها الثروات والعقول لكنها انشغلت بالفتن والثورات منذ استقلالها وأنهكها الجري وراء تحقيق الشعارات الغربية والشرقية عن تحقيق الرفاهية والطمأنينة لشعوبها.

alhoshanei@hotmail.com

خواطر في خواطر
فهد الحوشاني

فهد الحوشاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة