Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 23/08/2013 Issue 14939 14939 الجمعة 16 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

دوليات

هل يستشعر المرء ببقاء القيم الإنسانية على كوكب الكرة البشرية، وهل حقاً أن البشرية تشعر بتعاطف إنساني مع ما يحدث من مآس تطول الكثير من البشر..؟ أم أن المصالح تجاوزت القيم والتي لا يشعر بها، ولا يتحدث بها إلا الذي لا توجد لديه مصالح يسعى لتحقيقها، أو أنه ببساطة لا يستطيع أن يدافع عن مصالحه إن وجدت..!

التوحش والاستئساد الذي تمارسه كثيرٌ من الأنظمة والدول إنما يبدأ من الدول التي تصنّف نفسها دولاً كبرى. فهذه الدول التي سنّت أنظمة وقوانين زعمت أنها منبثقة من قيم تحارب من أجل أن تلتزم بها الدول والأنظمة، أول من يخرقها ويتجاوزها هذه الدول.

الدول الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تفرض استبداداً على العالم بأجمعه، وأصبح مجلس الأمن الدولي ميداناً لتثبيت مصالح تلك الدول على حساب الشعوب المقهورة، فمجلس الأمن الدولي هذا الذي أنشئ كما جاء في ميثاق منظمة الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والسلام الدوليين عجز عن تحقيق ذلك في العديد من مناطق العالم وبالذات في المنطقة العربية التي استبدلوا اسمها بمصطلح الشرق الأوسط.

فالفلسطينيون ضاعت حقوقهم بسبب انحياز أمريكا إلى العدوان الإسرائيلي، ولأن واشنطن تمنح دعماً صارخاً لعدوان الإسرائيليين فقد تمادى هؤلاء الصهاينة إلى حد رفض (مناشدات) الأمريكيين أنفسهم لتخفيف غلوائهم..! ووظّف (الفيتو) الأمريكي للدفاع عن جرائم الإسرائيليين بحق العرب والفلسطينيين!

أما الشريك الآخر في استغلال مجلس الأمن الدولي لهضم حقوق الشعوب، فيتمثَّل في روسيا والصين اللذين أجهضا كل محاولات وقف عدوان نظام بشار الأسد بحق الشعب السوري الذي عجز مجلس الأمن الدولي في حمايته من جرائم قوات بشار الأسد والحرس الثوري الإيراني ومليشيات حسن نصر الله ونظيراتها الطائفية القادمة من العراق واليمن، حيث يقوم مجرمو من يسمون أنفسهم بلواء أبو الفضل العباس العراقي والحوثيون من اليمن بذبح الشعب السوري الذي تعرض قبل يومين لأكبر مجزرة كيماوية بسبب إطلاق نظام بشار الأسد عشرات الصواريخ.

مجزرة تجاوزت المجزرة التي تعرض لها الأكراد في حلبجة والتي ظل العالم يتحدث عنها حتى الآن، ومع هذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي سوى ما اعتدنا سماعه من بيانات شجب وتنديد في ظل منع الكبار المجرمين مجلس الأمن الدولي من أداء دوره في معاقبة من يرتكبون جرائم ضد الإنسانية، التي هي في الواقع من إعداد وإخراج الكبار أنفسهم، والصغار ينفذونها بعد تلقي الأوامر، لتظل مجزرة الغوطة مثل مجزرة حلبجة في دائرة الشجب فحسب.

jaser@al-jazirah.com.sa

أضواء
مجزرة الغوطة تنضم إلى مثيلتها حلبجة
جاسر عبد العزيز الجاسر

جاسر عبد العزيز الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة