Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 23/08/2013 Issue 14939 14939 الجمعة 16 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

إهداء: لروح الراحل «سليمان الفليح» الذي كان إذا مرر يده نحو القصائد تميل القصائد غيمة ماطرة

يا «سليمان الفليح» يا الشاعر اللغوي الأديب الأريب، يا أحزان البدو الرحل كلهم، يا الغناء في صحراء الألم، يا نبتة في أرض الحماد، يا تضاريس الشمال، يا هضابه، يا مناخه، يا ربيعه حين يحل الربيع، يا حداء أهله حين يجيء الحداء..

..يا الأنيق البهي، يا الضي والفي والعذوبة، يا البياض، يا المطر، يا خطوط العافية، يا حلل البهاء، يا التين، يا الزيتون، يا حقول الحنطة، وحقول الفاكهة، يا السطر، يا المسطرة، يا الحبر، يا المحبرة، يا القصيدة، يالمفردة، يا الجملة الواضحة، والجملة المبهمة، مبهج كنت ورمز عطاء، متناسقاً كنت، ولك مضامين معرفية ودهشة وذهول، لك مفردة خاصة جمعتها مع جملة متناهية، لك ضوء، ونوافذ مفتوحة، كاللوحة التي تشعرك بعدم الاكتفاء من الغوص داخلها، فهي تتركنا نتحاور بلغتها اللونية، فنتعلق ببراءة طقوسها وبراعة حركة خطوطها وألوانها، كنت تعيش حالات الحب والألم والفرح والحزن في انعكاس تجريدي إيحائي تتأثر بها العين الحادة والدامعة في آن، البارحة يا «سليمان» الرصيف بعدك تكسر، والجمل تعثر، والحلم مال، والحديقة الغناء ماتت، والرؤى الجميلة بعدك اهتزت، والحقل أصبح عاقراً، والشجر صار عارياً في طرقات الأنين، النافذة صارت بعدك ضيقة، والمرايا بعدك يعلوها الغبار، يا «سليمان» كنت مبدعاً وتعطي كغيمة ونخلة، كنت حقل حنطة، وبستان عنب، ومزرعة تفاح، وربيع بهي، وموسماً للمطر، وقصيدة للفرح، غيمة هاطلة كنت، ضحكة عادلة، وباب للحياة ونافذة، عطر ومعطف كنت، وموسم ومرسم، وجدول وساقية، وأرضا تهامس العشب، أين مررت يدك نحو القصائد تميل القصائد غيمة ما طرة، لم تكن مجرد سراب، كنت مزنة واعدة، وموجة حالمة، وشهقة فرح، وسيمفونية عاقبة، يا «سليمان» الموت ضريبة الحياة، وموتك فاجعة، فقدك عند أهلك وأبنائك ومحبيك هو الفقد، وخسارتهم بك لم تزل فادحة وكبيرة، الحياة عندهم من دونك لا يمكن أن تكون عميقة وجذابة، بعدك ازداد القبح عندهم قبحاً، والظلام قتامة، يا «سليمان» أيها الراحل المدهش خسارة أهلك وأبنائك ومحبيك فيك لا تعد ولا تحصى، وحده طيفك ينير لهم العتمة، عذب أنت، نهر أنت، وحدك تسكن قلوبهم، تحاصرهم من كل الاتجاهات، شأنك غير، وغيمك غير، ورذاذك عندهم لا يشبه كل الرذاذ، يا «سليمان» كنت تحمل المعنى وتطوف بين الناس، وتجول شوارع المدينة باندفاع خجول، تبحث عن الوجوه التائهة في الظلام الكبير، تتأملهم، تحضنهم بلا زيف ولا أقنعة، وتمسح دموعهم بمناديل الأمل، وحدك تقود قطيع الضوء داخل الروح وخارجها، لهذا نم الآن هادئاً وهانئاً، فقد دفنوك في «عمان» ضوءاً، وعزوك في «الرياض» قمراً، وسيبقى اسمك عندهم لغة أنيقة وحية، يا «سليمان» ما ترك لي الوقت ووقع الرحل المفاجئ سبيلاً أن أزيد ترنيمة الحرف التي وددت أن أخطها لك، والتي تليق بك، لأن الوقع صار عندي شديد الوطأة، يا «سليمان» يا ما مت أنت، الذي مات غيرك.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

«سليمان الفليح» تبكيك القصيدة وأرض الحماد!
رمضان جريدي العنزي

رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة