Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 25/08/2013 Issue 14941 14941 الأحد 18 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

من أهمّ السّمات المميّزة للإنسان قدرته على التعلُّم، أي أنه يتعلّم من أخطائه في المواقف الحياتية ويستفيد منها، فالإنسان السوي يتعلّم في كل مرحلة من مراحل حياته العمرية ما يتوافق مع طبيعة المرحلة، وما يتلاءم مع إمكانات نموه العقلي وقدراته، وإذا ما بدت أية علامة أو إشارة على فجوة أو تأخر في عمليات التعلُّم، فإنّ ذلك يُعَد أحد مؤشرات التخلُّف العقلي الذي يحول دون استيعاب المعطيات والمعارف وتوظيفها في الحياة، وبالتالي يخرج من يعاني من هذه السّمة من فئة الناس الأسوياء إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لسلوكاتهم وأساليب التعامل معهم طبيعة خاصة، تختلف تماماً عن الأسوياء الذين يتحملون مسؤولية أعمالهم وكل ما يصدر عنهم من سلوكات وأقوال.

تُعَد حركة الإخوان المسلمين من أقدم الحركات الإسلامية التي اتسمت بطابع مؤسساتي منظم، فوفقاً لمواثيق جماعة الإخوان وأدبياتهم، تهدف جماعة « الإخوان المسلمين « إلى إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي وفق منظور إسلامي، يشمل كل أوجه الحياة في المجتمعات الإسلامية كافة، فالجماعة لها منطلق فكري إسلامي، ولها وجهة جغرافية أممية عابرة للحدود، ومن هذا المنطلق الإسلامي، وفي هذه الوجهة الأممية تكمن أوجه الخلاف والاختلاف بين الجماعة وغيرها، سواء على مستوى الدول، أو الكيانات السياسية، أو الأحزاب ذات المرجعية العلمانية أو الإسلامية، الكل مختلف مع هذه الجماعة وعلى خلاف معها، ولكلٍّ مسوّغاته في مخالفته لهذه الجماعة والاختلاف معها.

وعلى الرغم من أنّ مسوّغات الاختلاف والخلاف بين هذه الكيانات واضحة، إلاّ أنّ محاولات التقريب بينها مهما كانت النوايا، تُعَد مضيعة للجهد والوقت، ولن يفضي إلى نتيجة أو صيغة يمكن أن توفق بين هذه الكيانات، وتقنعها بأن يتقبّل بعضها الآخر، بناءً على القواسم المشتركة بينها وهي كثيرة، لهذا ستظل المجتمعات العربية رهينة صراعات فكرية متنافرة عميقة، ولن تنتهي هذه الصراعات لكون هذه القوى مهووسة بالبحث في أوجه الخلاف، تتبعها وتضخّمها على الرغم من كون جلّها هامشي، يمكن لو تم تجاهله لأفضى إلى مناخات تثري الحركة الفكرية بدل أن تعوّقها.

يجمع المحلّلون وأخص من كان منضوياً تحت عباءة جماعة الإخوان ثم خرج منها، على أنّ جماعة الإخوان حققت نجاحات كبيرة في مجالات، وأنها أخفقت في مجالات أخرى، وأنّ نجاحات الجماعة تمثّلت في أمور ومجالات تُعَد مقدمات وسائل لما كانت تهدف له، وتخطط للوصول إليه، بينما إخفاقاتها مازالت تراوح مكانها، بل إنها تعيش حالة فشل في منظورها الإسلامي، وفي تجاوز الحدود الإقليمية التي تتطلع إلى إلغائها، على الرغم من العمر الطويل الذي قضته الجماعة في مجال العمل السياسي.

ففي المجال الاقتصادي استثمرت الجماعة التوجُّه العام عند الناس المتمثل في الرغبة في التعامل مع الشركات ذات الصفة الإسلامية، وبناءً على هذا حققت الجماعة نجاحات في تكوين شركات تجارية منتجة، كان لها الدور الرئيس في رؤوس أموال طائلة، سخّرت في الإنفاق على أوجه النشاط الإداري والإعلامي والسياسي للجماعة، وبسبب الرؤية الضيقة والأنانية للجماعة، لم تتسع دائرة الكيانات الاقتصادية التي تديرها الجماعة، بحيث تصبح بديلاً كفوءا في عوائده وسعة انتشاره، وبالتالي منافسة للكيانات الاقتصادية القائمة التي كانت سبباً في التذمُّر المجتمعي، وبالتالي الخروج على الأنظمة السياسية التي فشلت في تحقيق الرفاهية الاجتماعية التي تتطلع لها الشعوب.

انقسم المتابعون حول اعتبار الإخوان ضحايا أم جلادين، كلٌّ يراهم وفق انتمائه العقدي الذي يؤمن به، لكن المتفق عليه أنّ الإخوان لم يستفيدوا من الدروس البليغة بل المأساوية التي تعرّضوا لها منذ عبد الناصر حتى الآن، توالت عليهم الأيام والمواقف، إلاّ أنهم بقوا يراوحون أماكنهم تسيِّرهم أفكار متوارثة تجاوزها الزمن.

abalmoaili@gmail

أما بعد
الإخوان ضحية أم جلاّد
د. عبد الله المعيلي

د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة