Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 25/08/2013 Issue 14941 14941 الأحد 18 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

طالما كان هناك لومٌ على السعوديَّة بسبب عدم تدخلها القوي والسَّريع في ملفات إقليميَّة، في مواجهة قوى إقليميَّة وتنافسية صديقة أو غير صديقة، وهو لومٌ ينبع من فئتين:

الأولى حريصة وترى أن هذه البلاد باعتدالها قادرة على فعل الكثير، والثانية كارهة، قد تتلبس الحرص للذم والتقويض!

ومع ما يسمى تجاوزًا بـ”الربيع العربي”، وما صحبه من اضطِّرابات على شكل “ثورات” في فوضى تجارب مدمرة وغير ناضجة، كان التسويق الإعلامي الغربي وبعض العربي، يتحدث عن قيادة السعوديَّة لـ”ثورة مضادة”!

وفي كلا الحالتين ظلَّ الصمت الرسمي مطبقًا، أو مترقبًا، فيما البيت الداخلي يواجه جدلاً في ملفات عدَّة سياسيَّة واقتصاديَّة واجتماعيَّة منه العاطفي ومنه المبالغ فيه والقليل الجاد.

لكن السعوديَّة ظلَّت في هدوء سياسي معهود، اتجاه الرِّياح الطارئة على المنطقة وأهدافها، فيما لم يكن متاحًا للمحلل أو المراقب، سوا كان موضوعيًا أو غير موضوعي-، أن يفهم الاتجاهات. فيما ظلَّ الانتعاش الاقتصادي عاليًّا في دولة ضمن دول العشرين، ومؤثِّرة في امتدادات الطَّاقة وحركة الاقتصاد العالمي الذي يعاني من أزمة قرنية حادة. وعكس المحيط العربي والدَّوْلي ظلَّت مسارات التنمية متحرِّكة إيجابيًّا، لحلِّ مشكلات تتعلّق بالسكن والبطالة، فيما الأمن بصورته العامَّة مستقر جدًا على الرغم من الجدل الذي قد يعلو ويخبو، ثمَّ ظهور ملفات يتم تضخيمها عنوة كملف المعتقلين. لكن الواضح لنا الآن أنَّه لم يكن هناك دورٌ للعاطفة في اتِّخاذ القرارات أو المواقف داخليًّا وخارجيًّا، بقيت هناك حسبة متوازية بين الترقب والانتظار والفحص، والوقوف دائمًا في خطٍ متوازٍ من الأحداث بالمحيط وتحولاته، هذا إذا استثنينا البعد الخليجي الذي ظلَّ إستراتيجيًّا حيث سعت لحمايته - البحرين مثلاً، ثم توسيع مداراته وقُوَّته كالدعوة إلى ترقية التعاون إلى مستوى اتحاد!

تبدو الصورة للمواقف السعوديَّة هي الأبرز والأكثر قدرة على التأثير، بعد الموقف التاريخي الذي أطلقه الملك عبد الله بن عبد العزيز اتجاه مصر، في توثيق دقيق، أنهى التجاذب والتشويش لتقرير حقيقة ما حدث ويحدث في المحيط العربي، تلك الوقفة التي وضعها التاريخ الحديث إلى جانب موقف العرب في حرب أكتوبر- الحرب العربيَّة الإسرائيليَّة الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م.

تبع كلمة خادم الحرمين التاريخية تحركٌ دبلوماسيٌّ سعوديٌّ غير مسبوق قاده وزير الخارجيَّة الكبير الأمير سعود الفيصل، الذي حضر لأوروبا لأيام ليحول البوصلة الأوروبية من الوهم إلى الواقع، ويذكر القوى الدوليَّة بحقائق مهمة تتعلّق بمنطقتنا، وأبسط حقوقنا في العيش بسكينة وأمن دون الحاجة إلى فوضى مدمرة، وتجارب واهية لا تستند إلى أصل واقعي أو وعي بعمق التركيبة المُعَقَّدة لجماعات منهجها الإرهاب لتحقيق أهدافها النهائية لارضاخ الجميع وتخريب الدول المدنية وإضعافها وتقسيمها وإحداث الفوضى.

الحقيقة أنَّها أيام معدودة سجَّلت فيها السعوديَّة كلمة فصل في السياسة الدوليَّة، في إعلان جديد لحفظ الأمن القومي للعرب، الذي وضع الملك عبد الله تأسيسه كما سيسجله التاريخ في العام 2013، ثم جاء الأزهر مستلهم نفس الخط العروبي، حيث طالب الأزهر المجتمع الدَّوْلي بأن يتعرف إلى الصورة الحقيقية لما حدث من تصحيح للمسار بمصر، داعيًا الولايات المتحدة الأمريكيَّة إلى مراجعة موقفها بالتوَّقف عن دعم الفوضى الهدامة في مصر. ومصر تعني كل العرب!

وحين يقال: إن عبد الله بن عبد العزيز فارس العرب، فالأصدق أنَّه فارس الأمن القومي العربي في هذا القرن وللتاريخ..

@AlsaramiNasser

من هو فارس الأمن القومي العربي..؟!
ناصر الصِرامي

ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة