تنفق شريحة مدمني الشيشة، من رجال أو نساء، مبلغ 100 ريال يومياً، ليس على رؤوس الشيشة وحدها، التي تقدّر بثلاث رؤوس في اليوم، بل على الجلسة كلها، القهوة والشاي والأكلات الخفيفة والمشروبات. وهذا المبلغ ليس بالقليل إذا كنا نتحدث عن ازدياد أعداد العاطلين، وتدني معدلات الرواتب.

في حفر الباطن وحدها يصل استهلاك ثلاثين مقهى واستراحة، حسب جريدة الشرق، من ثلاثة أطنان إلى خمسة أطنان من المعسل والجراك يومياً، ويرتفع معدل الطلب في نهاية الأسبوع. ويستهلك الشاب (18 إلى 25 سنة) نصف كيلو يومياً من هذه الأطنان.

لن أقارن بين هذه الرؤوس والرؤوس التي تعمل ليل نهار لكي تحقق إنجازات علمية تخدم بها البشرية، ولكنني أفكر دوماً، مثل الكثيرين، في كيفية تخفيف هذه الأعباء المالية على الشاب، الذي لم يختَرْ هذه الرؤوس، إلا لأن هناك رؤوساً لا تفكر كيف تستثمر طاقات هذه الأجيال، وتسيّرها المسار الصحيح. ولو أنها فعلت ذلك لضمنت لوطنها موقعاً متقدماً، ولاستغلتْ الميزانيات الباهظة التي تُصرف سنوياً لعلاج أمراض القلب والشرايين، لبناء معامل أبحاث تنموية.

إن من يقول إن الشباب مسؤولون عن هذا الهدر الاقتصادي لا يجافي الحقيقة، لكنني أجزم بأن المسؤول الأكبر هو من يفتح الباب على مصراعيه للاستثمار في قتلهم.