Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 27/08/2013 Issue 14943 14943 الثلاثاء 20 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

ورحل خادم فقراء إفريقيا
خالد سليمان العطاالله

رجوع

خالد سليمان العطاالله

رحل خادم الفقراء والمساكين، رحل كافل اليتامى والمعوزين، رحل خادم الإسلام، رحل صاحب الفعل لا الكلام! رحل من أفنى عمره في بلاد المجاعات، رحل وترك لنا العبر والعظات! خجلنا من أنفسنا عند مشاهدة الأرقام، أسلم على يديه الملايين من الأنام! ماذا قدّمت وماذا فعلت لهذا الدين، لن تتكرر بالفعل يا فقيد المسلمين.

نعم، رحل ولكنه قدَّم لنفسه الكثير، انتقل لجوار ربه بعد أن قدَّم خدمات جليلة للإسلام، أفنى حياته، وضحى بصحته وبماله وولده من أجل خدمة دينه، ما أسعده وقد اهتدى على يده أكثر من أحد عشر مليون شخص للإسلام، قال عليه الصلاة والسلام (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم) فما بالكم بأحد عشر مليون شخص، له مثل أجر صلاتهم وقيامهم وتلاواتهم وصدقاتهم وبرهم وجميع أعمالهم الصالحة، نعم، له مثل جميع أعمالهم الصالحة! حقاً إنه لرجل أكرمه الله بهذه الأعمال.

شخص أحبه الله فأنزل محبته في قلوب الآدميين (كما جاء في الحديث الصحيح)، فهل هناك أكبر وأعظم من هذا الشرف (محبة الله للعبد).

الشيخ عبدالرحمن السميط - رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته- الذي انتقل لجوار ربه بعد حياة حافلة بالدعوة والعمل الخيري الإنساني، هل تصدّقون أنه يبقى في أدغال إفريقيا أحد عشر شهراً من أجل الدعوة إلى الله، وشهراً واحداً بجوار أولاده! أفنى 95% من وقته في الدعوة إلى الله والعمل التطوعي، و5% من وقته مع أولاده! أراد أن تكون تجارته مع الله، فوالله لن تضيع ولن يضيع جهدك، بل ستنال الجزاء الحسن من الله عزَّ وجلَّ.

ولنا وقفة مع أعماله التطوعية في مجال الدعوة إلى الله والعمل الخيري الإنساني، وقفة مع أرقام أشبه بالفلكية ولكنها حقيقة، أرقام لا تدخل العقل! ولكنه جعلها على أرض الواقع، أرقام لا تصدّق، ولكنه جعلها ملموسة وهي:

* أسلم على يده أكثر من 11 مليون شخص.

* بنى أكثر من 860 مدرسة.

* أنشأ أربع جامعات.

* أقام أكثر من 204 مراكز إسلامية.

* بنى أكثر من 5700 مسجد.

* كفل أكثر من 15 ألف يتيم.

* حفر أكثر من 9.5 مليون بئر ارتوازية.

* أسس جمعية العون الخيرية

وغيرها من الأرقام التي لا يتسع المجال لذكرها! لله دره لو اجتمعت منظمات وجمعيات ما عملت الذي عمله هو بنفسه، فأي خدمات جليلة قدَّمها لدينه، بالفعل إنه معجزة العصر.

تحصل على جائزة الملك فيصل العالمية وتبرع بجائزتها (مليون ريال) للأعمال الخيرية، ولولا عنصرية القائمين على جائزة نوبل، بل لو كان غير مسلم لتحصّل على جائزة نوبل عدة مرات.

هل تصدّقون أن أبناءه الصغار لا يكادون يعرفونه إذا قدم إليهم بعد الفراق الطويل وبعد أن يتعوّدوا عليه يغيب مرة أخرى عنهم!

رحل بهدوء! لم تُفرد له الصفحات! ولم تُفرغ له المجلات! ولم تتحدث عنه القنوات! ولم توفه حقه الإذاعات! ماذا لو كان مسؤولاً، أو فناناً، أو لاعباً، أو... أو... ، فالله المستعان!

لكن أجره عند الله عظيم، وأعماله ستثقل ميزان حسناته بإذن الله، فهو عمل محتسباً الأجر، ولم ينتظر من أحد شهادة شكر!

رحمك الله يا عبدالرحمن، وجعل مثواك أعلى الجنان، لن نعزي فقط محبيك وأهلك، بل سنعزي كل مسلم بكى لفقدك، بالفعل إنك فقيد الإسلام والمسلمين، وبالطبع إنك خسارة لليتامى والمساكين، نسأل الله أن يعوِّضنا بمثلك، فالدين بحاجة لمن هو بتفانيك وصبرك، إن الله مجيب الدعوات، وإنه قريب من كل مناجاة.

الزلفي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة