Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 27/08/2013 Issue 14943 14943 الثلاثاء 20 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الريـاضيـة

كما في كل ملاعب العالم، يظل حكام كرة القدم عاملاً أساسياً لنجاح اللعبة وفي ذات الوقت يظلون مادة دسمة للإعلام جراء صافراتهم التي تنطلق أو تختفي مع كل حالة تستدعي حضور الرأي القانوني فيها. نتجمّل حين نقول: إننا لا نشكك في حكامنا إطلاقاً، أو حين نضعهم في مرتبة القديسين أو الملائكة، وعندما تتجلى أخطاؤهم نستحضر العبارة المعتادة التي مللنا ترديدها بكل سرعة وتشرئب أعناقنا فخراً وكأننا سوف نلقي إحدى المعلقات الخالدة ثم نقول: (الحكم بشر يخطئ ويصيب). فمثل هذه العبارات المعلّبة الجاهزة ليست تفسيراً لما يحدث بل هي أعذار جاهزة لما حدث ولما سيحدث مستقبلاً من أخطاء تنسف عدالة اللعبة من أساسها. لنتفق أن الحكام بشر، ولأنهم بشر يجب أن يسري عليهم ما يسري على بقية البشر من أعراف، فلأنهم بشر يكرهون ويحبون، ولأنهم بشر يضعفون في أوقات ويخضعون في أوقات أخرى، ولأنهم بشر أيضاً فهم في الأساس مشجعون ومحبون لفرق معينة وكارهون أو لنقل غير متعاطفين مع فرق أخرى. فلهجة التعاطف التي تصدر عادة تجاه الحكام يجب أن تكون متوازنة وتصب في مصلحة تطوير الحكم لا لتجريم من يرى أنه تضرر منه أو اختلاق الأعذار لهم حين يخطئون. حكامنا كلاعبينا، ينقصهم الكثير من الاحترافية للوصول للمراحل التي ترغمنا على السكوت احتراماً لمكانتهم والتي ترغمنا أيضاً على الاقتناع بتبريراتهم أو بتبريرات المنافحين عنهم عندما يخطئون. والمأزق الأكبر الذي لازلنا نكرره هو إقحامهم في ساحات تكاد أن تحترق من شدة المنافسة والتوتر وهم لازالوا أقل من مستوى الحدث بكثير، فبدلاً من تضييق الخناق عليهم بكثرة الاستعانة بالحكام الأجانب طلباً لإشعال فتيل الطموح والرغبة لديهم لإقناعنا بأنهم في مستوى الحدث، نجد المحاولات الحثيثة لإعطاء حكامنا مساحات أكبر ليقومون بتقديم مستوياتهم الهزيلة وجعلنا نقتنع بأن (الجود من الموجود). ولم تقتصر آثار نوعية التحكيم لدينا على نتائج المباريات فقط، بل امتدت لتؤثّر على لاعبينا في المشاركات الخارجية. فاللاعب السعودي اعتاد على الحصول على الأخطاء لمجرد التلامس (خصوصاً إذا كان مدافعاً) بل أصبح يعتمد عليها كثيراً في لعبه حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أدائه.

وأدعوك هنا عزيزي القارئ للعودة لمبارياتنا في كل مشاركاتنا الأربع في كأس العالم، وكيف أن لاعبينا ينظرون للحكام خلال المباريات أكثر من نظرهم للكرة التي يلعبون بها على عكس كل الفرق التي نواجهها.

كل ما سبق ذكره لا يعني أنه لا توجد بذرة أمل في وجود صف كامل من الحكام السعوديين المحترفين المقنعين للمشاهدين قبل المتنافسين، فالمكافآت الزهيدة لن تنتج حكماً يحرص على تطوير نفسه، والدفاع المستميت عن أخطائهم بلا محاسبة حقيقية لن تخلق لنا حكماً سريع البديهة حاضر الذهن واثقاً من اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. شجعوهم على الوصول لمستويات أعلى بمقارنتهم بغيرهم. شجعوهم على التميز بلا إجحافٍ لحق الفرق المتنافسة. فصافرة ظالمة (إما بجهلٍ أو قلة خبرة أو تعمد) تضيع جهد ومال وآمال الكثيرين الذين لن يجدوا مواساةً بعد ذلك في عبارة: (ياخي ترى الحكم بشر يخطئ ويصيب).

بقايا...

- بعض الحكام الذين تم الدفاع عنهم كثيراً، أثبتوا للجميع أنهم كانوا مشجعين يحملون صافرة ويتحكمون بنتائج اللقاءات. ما أقبح وجه (التطرف).

- العمري والفنيطل افتتحا الموسم بأسوأ ما يمكن تقديمه تحكيمياً. وليالي العيد تبيّن من عصاريها.

- تقليص عدد المباريات التي يتم الاستعانة بالحكام الأجانب خلالها، هو تعدٍ صارخ لحقوق الأندية.

- لو تم فتح باب الحكام الأجانب على مصراعيه ورفعت تكلفة استقطابهم، ألن يدفع ذلك حكامنا على رفع مستوياتهم؟ وفي ذات الوقت يدفع الأندية على ترشيد مصاريفها والاستعانة بالحكم السعودي؟ اتركوا الوصاية ولو قليلاً.

خاتمة...

وكم ذَنْبٍ مُوَلِّدُهُ دَلالٌ

وكم بُعدٍ مُوَلِّدُهُ اقتِرابُ

وجُرمٍ جَرَّهُ سُفهاءُ قَومٍ

وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ

- (المتنبي)

Twitter: @guss911

بعض من ...
قضاة الملاعب
غسان محمد علوان

غسان محمد علوان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة