Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 28/08/2013 Issue 14944 14944 الاربعاء 21 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

بمناسبة مطلع العام الأكاديمي الجديد 1434-1345هـ، أستميح عموم القراء عذراً بأن أقدم صفحة من تجربة التعليم الجامعي كشهادة شخصية على محاولة المشاركة بريشة في أجنحة العملية التعليمية والإخلاص في حب الوطن وفي العمل.

ومع أن هذه الشهادة قد تكون مجروحة لعشقي المعمر والطائش معاً لعملي التعليمي بالجامعة ولعملية التجديد فيه, فإني آمل من خلال تقديمها علناً ليس فقط توسيع دائرة رغيف «العيش والملح» «والحلم والتفكير الإبداعي» بيني وبين الأجيال الأكاديمية الصاعدة من الشباب والشابات المناط بهم مؤخراً القيام بالتعليم عبر مختلف مؤسسات التعليم العالي, بل وإنني آمل في ذلك أيضاً فتح الباب لتلقي أي إضافة أو نقد قد تشكل تعميقاً لخبرتي وتجديداً لدورتي الدموية.

أما وقد تناولت في مقال الأسبوع الماضي رؤيتي ورسالتي في التدريس الأكاديمي، فإنني في هذا الأسبوع كما وعدت أكمل بمشاركتكم في أسلوب التدريس, أسلوب التقييم مع التوقف عند بعض أساسيات أخلاق التعليم الأكاديمي الجامعي وما بعد الجامعي.

أسلوب التدريس:

أعمل على وضع بنية منهجية لكل مقرر من مقرراتي حسب طبيعة المادة المراد تدريسها, بحيث يسهل على الطالبة أن ترى وتلمس بوضوح الترابط العضوي بين كل وحدة من وحدات مادة المقرر, وبحيث تعرف المنطق الذي يسير المقرر وفقه تسلسلياً من المحاضرة الأولى إلى المحاضرة الأخيرة.

- من أساسيات أسلوب التدريس هو العمل على أن تكون الطالبات جزءاً فعالاً من العملية التعليمية وليس مجرد متلق سلبي. وفي سبيل ذلك أضع مفردات واضحة بقدر الإمكان لكل مقرر حسب طبيعته يوضح بدقة سير المحاضرات من أول محاضرة لآخر محاضرة. وفيه يحدد طبيعة المقرر، هدف المقرر, أسلوب العمل فيه، أسلوب التقييم, مواعيد الاختبارات، الساعات المكتبية، وقائمة محددة بالمراجع العلمية الأساسية والمراجع المساعدة للمقرر بأوعيتها الورقية والإلكترونية. (وتكون مفردات المقرر بمثابة العقد بين الاستاذ والطالب تتحدد به الحقوق والواجبات تجاه المقرر والتوقعات بين الطرفين). غير أنني كثيراً ما أترك مساحة لبعض المرونة في تحديد أوقات الاختبارات ما عدا الاختبار النهائي, وكذلك أترك مجالاً لاقتراحات الطالبات في أسلوب التقييم أو في إضافة بعض المراجع من قراءة الطالبات إن كانت تناسب طبيعة المقرر.

- هذا وبالإضافة لتوظيف المحاضرة أعمل على تصميم تدريبات وورش عمل للطالبات للمشاركة المتفاعلة وطرح الأسئلة ولتطوير ملكة التفكير العلمي والنقدي والإبداعي، وللعمل بروح الفريق مع الحفاظ على التميز الفردي.

- أقوم كذلك في حدود مقننة لا تكون على حساب التزامي الشخصي ومسؤوليتي الاستراتيجية واليومية عن المقرر باستضافة شخصيات علمية واجتماعية من داخل وخارج الجامعة يكون لموقعها في العمل أو لتأهيلها العلمي علاقة مباشرة بالمقرر, فعلى سبيل المثال في مقرر موضوع خاص/ علم اجتماع الحقوق والواجبات الوطنية والمدنية، قمت باستضافة إحدى عضوات جمعية حقوق الإنسان.

- أعمل على إدخال تقنية الصوت والصورة عبر (بوربوينت) و(اليو تيووب) و(أفلام وثائقية) في العملية التعليمية حسب طبيعة المقرر, بما يطبع علاقة الطالبات بهذه الوسائل التقنية الجديدة وبما يدرب الطالبات على اكتشاف جماليات البعد الجاد والتعلمي في هذه التقنية.

- أعمل على تشجيع الطالبات على التواصل معي ومع بعضهن البعض عبر الإيميل بإنشاء مجموعة بريدية إلكترونية من طالبات كل مقرر. موقعي الخاص على الإنترنت.

- أقوم بالعمل مع الطالبات بفتح مواقع إلكترونية جديدة كفتح صفحة على الفيس بوك خاصة ببعض المقررات التي تسمح طبيعتها بذلك, لكسب وقت إضافي على وقت المحاضرة في فضاء أرحب من جدران قاعة المحاضرة دون الاستغناء عنها أو التقليل من أهميتها التعليمية.

التقويم والتغذية الراجعة

بما أن عملية التقييم ليست مجرد عملية لتقييم الطالب بل للعملية التعليمية ككل حيث تشكل محطة التقييم حصيلة المجهود المشترك للأستاذ والطالب من خلال التراكم المعرفي الكمي والكيفي طوال فصل دراسي كامل فإنني أعطي التقييم وزناً هاماً في عملية التدريس وبالتالي فإني أحرص على تنويع أساليب التقويم ليشمل فحص جميع وظائف التعليم الجامعي من الفهم إلى التفسير والتحليل والنقد والقدرة على الربط والتفكيك وإعادة بناء المعلومة في سياق مادة المقرر من التخصص.

- أعمل على أن تكون في عملية التقويم استجابة لمختلف ملكات الطالبات في التعلم.

- من أساليب التقييم التي أقوم بها فحص قدرة الطالبة على الحكم الموضوعي وفحص قدرة الطالبة على التفكير النقدي وعلى إيجاد البدائل. وأستخدم في ذلك حسب طبيعة المقرر بعض المواقف الإشكالية في الواقع الاجتماعي وأتابع بغرض التقييم كيفية تعامل الطالبة العلمي لتحليل مع الإشكالية ولمحاولة حلها أو اقتراح البدائل. وأقوم بهذا التقويم بتصميم ما يشبه أسلوب المسائل الرياضية في قالب مسائل اجتماعية ونظرية.

- التقييم بالتحدي وذلك بقياس قدرة الطالبة على أداء علمي كانت تعتقد أنه لا قبل لها به. مثل العرض أمام الطالبات بالبوربوينت أو الدخول في مناظرة نظرية للدفاع وتقديم المسببات، إما عن وجهة نظرها أو عن وجهة نظر معاكسة.

- أضع للمشاركة الفصلية وللقدرة على استخدام التقنية في المقرر والمتابعة معي بالإيميل أو على المواقع الإلكترونية والقدرة على البحث الشبكي الموثق جزءاً من درجات التقويم.

- الاختبارات المفاجئة والدورية والنهائية تعتبر جزءاً أساسياً من عملية التقويم على أن تخرج أسئلتها عن التقليدية الاسترجاعية والحفظية وتتيح التعبير عن استيعاب تحليلي وربطي لمادة المقرر، وذلك لمواجهة أي حالة من حالات الاسترخاء والملل وللإبقاء على شعلة التحدي والتحفز لدى الطالبات.

- أعرض على الطالبات أوراقهن بعد تصحيحها سواء كانت اختباراً أو واجبات بأنواعها، وأشجعهن على مراجعتي بالمكتب في أي نقطة تشغلهن منها أو يردن طرح اسئلة حولها.

من أخلاقيات العمل التدريسي:

- الأمانة في النقل بما فيه النقل الشفوي أثناء عملية التدريس.

- الصدق في الكلمة والوفاء بالمواعيد والوعود للطالبات ولشرف العمل.

- الدقة في التصحيح وقبول المراجعة في الخطأ والإقرار به إن حدث.

- المحافظة على أسرار الطالبات الاكاديمية والشخصية إذ إن الأستاذ مثله مثل الطبيب والمحامي مسؤول أمام الله ثم الضمير في عدم إفشاء الحالات التي يتاح له الاطلاع عليها بحكم المهنة (ومن ذلك عدم الحديث عن مستويات الطالبات بالأسماء أمام الزميلات، فالطالبة التي قد لا تكون جيدة الأداء التعليمي في مقرر ما قد تكون مجيدة في مقرر آخر).

- العدل ثم العدل بين الطالبات وفي توزيع الدرجات.

- التعامل الإنساني الراقي مع الطالبات لفظاً ومضموناً.

- احترام وقت الطالبات وذكائهن ومشاعرهن.

- الالتزام بمعايير الجودة الأكاديمية.

ليس ختاماً:

مع التمنيات بعام دراسي تعليمي وأكاديمي يتميز بالإنتاج والإبداع.

مع التمنيات بالسلام للمجتمع العربي عامة يبقى أن نقول إن ليس من كلمات تعبر عن فجيعة الإنسانية بكارثة الكيماوي التي لحقت بأطفال سوريا، وإلى وقفة مع الموضوع.

Fowziyaat@hotmail.com
Twitter: F@abukhalid

تجربة معمرة وطائشة في عشق العمل والتعليم الأكاديمي
د.فوزية عبدالله أبو خالد

د.فوزية عبدالله أبو خالد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة