Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 29/08/2013 Issue 14945 14945 الخميس 22 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

أبيض غامق
لطيران تُرَّهة ما
نورة المطلق

رجوع

(1)

(قاع) (هامش) (حَفْر) (قطع) (تقويض) إشارات سوداء ربما. والدلالات أيضاً لا توحي بالخير الكامن؛ لأننا غالباً نتلقى الأشياء دون (قلبها) وتفتيشها. ويلمع في ذهني الآن قول الله عزّ وجل: « وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً» النساء: 19 وإن اختلف السياق قليلاً إلا أن الأشياء قد تبدو منفرة أو مفزعة من أسمائها أو من أحرف الكلمة نفسها بالنسبة لي على الأقل! القاع والهامش لم يكونا يوماً للدون وإن التصقا بذلك.

أن تحفر حفرة لا يعني بالضرورة تلك التي حفرتَ لأخيك, ثم وقعت فيها أنت لنيتك.

أن تقطع شجرة غُرستْ في المكان الخطأ لا يعني أنك لا تهتم لأمر البيئة.

أن تُقوّض جداراً لا يريد أن ينقض لا يعني أنك مفسد في الأرض.

لنتصالح فقط مع المفاهيم (التي تُسمي نفسها بحقيقتها) على كل المستويات. (والتي تقبل القيام بدور الضد للمنفعة أيضاً)؛ لأنها مخلصة ولا تُهْمل في عملها على الوجهين!

(2)

لا أحد ينتظرُ منا نحن الذين نكتب هناك وهنا شيئاً جديداً. كل ما ينتظره قارئ نوعي هو (طريقة جديدة) في تقديم الرؤى التي تخصنا في أي منحى. ولا ينتظر منا أحد أيضاً الاستعراض الساذَج والزوبعات المفتعلة لطيران تُرَّهة ما. وتحريك اسم راكد.

الكتابة بكل هُوياتها وإن عَلِقَ بها كم من التشويه والاصفرار جراء سمعة ما, إلا أنها تظلُ النظيفة على الدوام. هَم حقيقي لمن أخلص لها وأخلصت له, ومتعة حقيقية على نحو ناصع. الكتابة بالروح ليست هي ذاتها التي بالعقل أو القلم أو الـ (touch)! ولن يشعر أحد بذلك عميقاً إلا من آمن به تماماً. لأن الانفراد بها _وحده_ على قيمة ومعنى شيء من فردوسية رحبة.

(3)

الأصالة الحقيقة هي التي تتبع المراحل بمرونة وثبات في آن. وتحافظ على الهُويات بالحماية (الزجاجية) ولا تصنعُ قفلاً للباب. حيث لا تتخلف عن دوران الكُرَة, ولا تُبدد القيم _ولا تسمح بذلك_ وتُحَنّطها لما يخدم الأيديولوجيات المُتَحَاتة بذريعة أنها (الأصل) الذي يجب أن يعزز رسوخ الهُوية, التي تستند عليه أو يستند عليها هو. إلا أنها (الأصالة بمفهومها العام) شائكة جداً في أسئلتها, وفي رفضها في كثير من الأوقات للمرونة التي تخدمها كفعل ممتد. وإلا فهي الوحيدة القادرة على الحفاظ على كل هذا في حال أنها تنصلت قليلاً من فكرة أنها لا يجب أن (تَتبع) بمقدار أن (تُتْبع) ثم صنعت التوازن.

(4)

اللغة دائماً أكثر صحة واتساعاً من أن نكرمشها في قوالب تواصلية جاهزة! ابتداء من التحيات اليومية فيما بيننا, والرسائل على هواتفنا, والتغريدات. إلى نشرات الأخبار والبرامج الأدبية التي باتت تتقاطع كثيراً و برامج الـ (Soap opera) هذه الأيام. والنصوص التي نتعاطاها يومياً بتعددياتها عموماً باتت ترديداً ببغائياً يثير المشقة (تقبلاً) . وسواء كان كتابة أو استماعاً فهو لا يَمُتّ لسمة اجتماعية ولا لأي شيء آخر. وإن كان هذا ظاهر القول فما هو إلا التكاسل المُعَطِّل عن حرث اللغة والعادات الثقافية اليومية من أجل الابتكار ولو بسيطاً وقليلاً للخروج عن صف قوالب القرميد هذه.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة