Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناThursday 29/08/2013 Issue 14945 14945 الخميس 22 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الاقتصادية

إن الأساليب التنكرية المختلفة التي يتخذها «ساهر» على الطرق السريعة لرصد ومخالفة أصحاب المركبات متجاوزي السرعة، تدل على أن هناك خللا ويجب معالجته بأقصى سرعة.

المشكلة مع «ساهر» ليست بالنظام وإنما في تطبيق النظام.. فإن طريقته التي يتبعها في التخفي ووضع كاميرات في أماكن يصعب رؤيتها، وتغيير أماكنها من وقت لآخر، وتقارب المسافات بين كل موقع رصد وآخر، وتحديد سرعة منخفضة لا تتناسب مع مساحة طريق سفر بين مدن رئيسية ومحافظات، كل هذا أعطى انطباعا «استفزازيا» يدل على أن هذا النظام انحرف عن أهدافه الأساسية وتجرد من التوعية أو التوجيه أو الإصلاح.

الحقيقة أن أسلوب تطبيق «ساهر» في التضييق يجعلنا نعيد حساباتنا في مضمونه كنظام مروري متكامل الهدف منه التوعية والحفاظ على سلامة الأرواح وفرض النظام وردع المتهورين، ولذلك فإن السواد الأعظم ممن ينال منهم «ساهر» على الطرق ليسوا من المتهورين ولا تشكل قيادتهم أي خطورة وهم ضحية تحديد سرعات غير متوافقة مع الطرق أصلا.. فهناك شخص يأخذ مخالفة وهو إما يسير بسرعة 85 كيلو متر في الساعة والسرعة المحددة 80 أو 130 كيلومتر في الساعة على طريق سريع أربعة مسارات يصل بين مدينتين طوله 500 كيلو والسرعة المحددة 120! أين الخطورة في ذلك؟، في حين أن النسبة العظمى من الإشارات المرورية لم يتم تغطيتها بالكاميرات وتستباح حرمتها ويتم قطعها جهارا نهارا وهي من الأولى أن يتم تغطيتها بكاميرات «ساهر» للخطورة البالغة.

أعتقد أن «ساهر» فشل في تغيير سلوك الناس السلبية بارتكابها للمخالفات المرورية وعلى رأسها السرعة الزائدة بل إنه لم يبذل أي جهد تجاه ذلك، وإنما زرع سلوكا مضادا أكثر ضراوة، حيث نجد الأشخاص المفترض أنهم مستهدفون من قبل «ساهر» لا يزالون يقودون سياراتهم بتهور ويقطعون الإشارات المرورية أكثر من ذي قبل مستفيدين من الاحتيال على «ساهر» ومعاملته بالمثل في الاختباء والتنكر فهم يعمدون إلى إخفاء أرقام لوحات مركباتهم أو تغطيتها بالكامل بلاصق ويمرون من أمام كاميرات «ساهر» بسرعة البرق، ومن ثم إزالة الملصق عند الاقتراب من أي نقطة تفتيش! وهذا المشهد يدل على أن الخلل لا يزال واقعا ويجب معالجته بطرق عملية أكثر وليس بأسلوب الابتزاز والتحدي.

إن تطبيق النظام شيء أساسي ولا يمكن إنكاره أو تجاوزه، لكن ما الذي يمنع من تطبيق النظام بجميع منافعه التي تعود على المجتمع ككل وليس على المنظم «المشغل» فقط، أين الدور التوعوي والتهذيبي لـ «ساهر»؟ أين دوره في خدمة مجتمع الشباب الذين هم وقوده ومن يدفع فاتورته بمخالفاتهم؟ أين الترغيب في تطبيق هذا النظام من خلال فرض الثواب مثلما هو العقاب.. مخالفة «ساهر» تتم مضاعفتها من 300 ريال إلى 500 ريال إذا تأخر تسديدها، لماذا لا يتم خفضها إلى 100 أو 150 ريالا إذا تم سدادها خلال 48 ساعة مثلا.

a.anazi@al-jazirah.com.sa
@alionazi تويتر

التنكر الاستفزازي لـ«ساهر»
علي العنزي

علي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة