قبل أيام دار حديث بوجود بعض الزملاء من الإعلاميين والشعراء حول (تشنّج) بعض الشعراء في بعض وسائل التواصل الاجتماعي وافتقادهم للحلم، والفطنة، والكياسة، في التعاطي مع الآخر، وبرر بعض الحضور أن لغة التخاطب بشكل مباشر مع شرائح مختلفة ومتفاوتة في ثقافتها ووعيها وسلوكياتها تتطلب مواصفات خاصّة في الشخصية بدليل -استثناء- أسماء قليلة لها ثقافتها ووعيها وحلمها وبراعتها في مثالية حضورها بعيدا عن سلبيات منعطفات بعض وسائل التواصل الاجتماعي وتمثّل أحد الحضور ببيت من الشعر لأبو العتاهية:

كَمْ أُمورٍ قد كنْت شَدَّدتُ فِيها

ثمَّ هوَّنتها عليَّ فهانَتْ

واسترسل - بسخرية هادفة - مبرراً استشهاده ببيت الشعر قائلاً: أتأسف لحال بعض الشعراء - يهرفون بما لا يعرفون - ويخدعون أنفسهم بأن لديهم المقدرة على الخوض في الفكر والفلسفة والشعر والطب (وهندسة الديكور) قياسا بتفننهم في (شراء أصوات المتابعين والإكسسوارات الاجتماعية) وأتفاجأ بسقوط مؤسف لهم في أول اختبار.. في التواصل مع الآخرين وأضاف أنهم - يذكرونني بالشيك بلا رصيد - تخدع الساذج أرقامه الكبيرة ليكتشف كما يقول المثل أن: (لكل ميدالية وجهها الآخر) “Every medal has its reverse” بينما تناول البعض من الحضور الأمر ببساطة متناهية بأسلوب (الأسباب والنتائج)، أما البعض الآخر فإنه حصر الإشكالية بأنها قضية أشخاص، فمن غير المنطقي أن نقارن شخصا تجربته متبلورة تماماً على كل الصعد بمن هو في مرحلة التكوين.. لأن العمر (أحياناً) يقاس بالتجارب وليس بالسنين (حسب وجهة نظر المتحدث)..!

وقفة

للأمير الشاعر عبدالله الفيصل -رحمه الله-:

منْ تبَدَّل بِي تبَدّلْتَه بْغيَره

كِلّْ عينٍ تِغْلِي المِقفِي عَساهَا

كِلّْ ما جَاء الليل تسهر مِسْتِذيَرهْ

عِقْب نُورْ الشّوفْ تَطْفَا من عماهَا

كَانْ ما تَدْري ترى نفسي كبيرهْ

ما تِذْلْ لْمَنْ بْحِقرَانٍ نوَاهَا

abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com