Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 30/08/2013 Issue 14946 14946 الجمعة 23 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فنون تشكيلية

وصلني قبل مدة تساؤل من إحدى المقبلات على التخرج من قسم (التصوير التشكيلي)، وهو قسم ناشئ في كلية التصاميم والفنون يعُنى بتخريج ممارسات محترفات في مجال التصوير (painting) كمجال ظلت مزاولته محصورة بين عدد من الهواة أو خريجي وخريجات أقسام التربية الفنية، إذا ما استثنينا قلة قليلة تمكنت من دراسة هذا المجال أكاديميا في معاهد وكليات الفنون في الخارج.

أعود لتساؤل (موضي)، الذي ارتبط بالمقارنة بين مجالي (ممارسة الفنون) و(نقدها)، حيث ذكرت أنها رغم أنها تتعلم ومتخصصة في مجال التصوير، إلا أن شغفها الأكبر هو في نقد الأعمال أو دعونا نقول (قراءتها) مما دعاها إلى القراءة والاطلاع في كتب النقد والتذوق الفني، والاتجاه إلى تطبيق ما تتعلمه في متطلبات بعض المواد من خلال بحوث مواد الدراسة، بل إن طموحها أن يكون لها عمود في إحدى الصحف تنتقل فيه بين الأعمال والفنانين بنقد هادف بعيد عن المجاملة والمداهنة.

إلى هذه اللحظة لا يوجد غبار على طموح (موضي) ورغبتها وعلاقة ذلك بتخصصها بالطبع، ولكن نقطة (الخوف) لديها -إذا كانت فعلا كذلك- هو الاتجاه إلى مجال النقد بشكل يبعدها عن ممارسة المجال كفنانة، حيث أشار لها البعض أن الممارسة والنقد (ضدان) لا يجتمعان! لذا طرحت علي السؤال:

هل الناقد فنان عجز عن إتقان الرسم فاتجه للنقد؟

كانت إجابتي لها ترتكز أولا حول التفريق بين مفهوم التذوق والنقد، فالغالبية من أفراد المجتمع يمكن أن ندرجهم تحت مفهوم المتذوق، بينما يجب أن يكون الناقد ملما بالمجال الفني ويعي أداوته قبل أن تكون متمكنا من أدواته النقدية، وما عزوف الناقد عن ممارسة العمل الفني إلا لأسباب تختلف حسب شخصيته وظروفه، منها انشغاله أو وصوله لمرحلة يعتقد فيها أنه لن يصل بالعمل لمستوى يسلم فيه من نقد غيره له وقد اعتاد نقد الآخرين!

إن إتقان ممارسة الفن يجعل منك ناقدا جيدا، كما أن إتقان أدوات النقد يجعل منك ممارسا جيدا، ولكن قد يصل الإنسان في مرحلة معينة من النضج لاختيار مهنة بينهما أو تفضيل إحداهما على الأخرى بعد سنوات من ممارسة الاثنين، أو (وهو الغالب) يمارس الفن، ولكن يتجه بعد نضج ذائقته إلى النقد، حيث تضيف له الخبرة والتجربة والرؤية الذاتية بُعد أوسع لقراءة ونقد أعمال الآخرين.

ولا يمنع ذلك أن يعود يوما ما لممارسة الفن بعد أن اكتسب الخبرة والعمق المعرفي من خلال قراءة أعمال الآخرين، فممارسة العمل الفني ونقده عملية تبادلية وخبرة تكاملية، تضيف إحداهما للأخرى، ولكن لا يجب أن تجتمع في شخص كي يكون متمكنا في أي منهما.

بيننا أكثر من (موضي) يحتار في الاختيار، قد يكون حديثي هذا مقنعا بالنسبة له، أو قد يكون سببا في زيادة الحيرة!

msenan@yahoo.com
twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية

إيقاع
بين النقد والممارسة
د. مها السنان

د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة