Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 30/08/2013 Issue 14946 14946 الجمعة 23 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

تقول ماري نورثواي Northway «سمحت لنا الدراسات السوسيومترية بأن نتعلم الشيء الكثير عن العلاقات والتفاعلات الاجتماعية، ونحن لا نزال نتعلم منها الشيء الكثير إلا أن أكبر فضيلة للدراسات السوسيومترية هي أنها محورت انتباهنا حول الصفوف المدرسية، فهي المكان الذي يفترض أن تنمى فيه العلاقات الاجتماعية، وأن تدرس فيه هذه الروابط، فالمدارس ملزمة بمساعدة الأطفال على تنمية معارفهم وقدراتهم الذهنية لمجابهة المشاكل الإنسانية في العالم الحديث، فإن حل هذه المشاكل لا يستلزم فقط العلم والمعرفة وإنما أيضاً تنمية الحس العميق بالروابط الإنسانية وبالتعاطف المتبادل». ومن المعروف أن الإنسان في كل زمان ومكان يتوق للانتماء إلى جماعة متجانسة متآلفة يشعر فيها بالأمن والحماية، توكل إليه فيها الأدوار والمراكز المناسبة، ويسمح له فيها بالتعبير عن حاجاته وبالاتصال والتفاعل مع الآخرين، فهو لا يسعى إذاً ليكون محبوباً ومقبولاً من الجماعة فحسب وإنما أيضاً ليكون عضواً فعالاً ومشاركاً يقيم مع أفرادها علاقات ودية ومنتجة، وهو لا يكتفي عادة بالانتماء إلى جماعة واحدة، بل إنه يعمل خلال مراحل حياته للالتحاق بعدد كبير من الجماعات المتقاطعةكالجماعة العائلية والمدرسية والرياضية والاجتماعية والمهنية حيث لا يمكنه طبعاً أن يختار شركاءه وقادته، فكل هذه التنظيمات والقوانين والقواعد تحدد شروط الانتساب والعمل وتفرض على الأعضاء الالتزام بها واحترام الرفاق والتكيف معهم، وعلى هذا فإن لكل جماعة وجهاً رسمياً يحدده التنظيم الرسمي، ووجهاً غير رسمي تحدده شبكة العلاقات الشخصية والاجتماعية القائمة بين الأفراد، وهذا يعني أن التنظيم الرسمي والذي يُفرَض فرضاً على الأعضاء من (وضع معايير معينة وتنظيم مهام فرق العمل وتوزيع المراكز والأدوار والمسؤوليات وتحديد قنوات الاتصال وغيرها) قد لا يكون بالضرورة معبراً عن رغباتهم الحقيقية بالنسبة لاختيار الرفاق الذين يرغبون بالعمل معهم أو بالنسبة للذين يودون الاتصال بهم. أما العلاقات غير الرسمية والتي تفلت من مقتضيات التنظيم الرسمي، فهي تعبر عن كل ما يصدر وينمو عفوياً داخل الجماعة باعتبار أنها ترتكز على قيم وقواعد للسلوك وعلى قوانين شفهية غير مكتوبة وعلى شبكة من الاتصالات الشخصية والعاطفية التي لا يدركها التنظيم الرسمي لأنها سرية في الغالب. فالتنظيم غير الرسمي هو إذن تنظيم عفوي تلقائي ينمو من خلال احتكك الفرد بزملائه ومن جراء الاختلاط والاختيار العفوي والتأثير المتبادل وغير الإرادي، والملاحظ أن هذه الشبكات من العلاقات الاجتماعية العاطفية تنشأ عادة بسبب وجود الأفراد في أماكن متقاربة أو بسبب تعرضهم لتهديد مشترك أو لمشاكل وشكاو متشابهة أو بسبب رغبتهم بتحقيق حاجات وأهداف واحدة. هذه التنظيمات غير الرسمية هي محور اهتمام السوسيومتري الذي يعنى بدراسة الجماعة وحياتها الداخلية وديناميتها وبقياس العلاقات العاطفية القائمة بين أفرادها وبالاتصالات العفوية وغير الرسمية السائدة فيها وبالتركيبات العلائقية المسيطرة عليها. وتتجلى الاتصالات في الطريقة السوسيومترية بالخطوط التي تبنى على الرسم البياني والتي تدل على العلاقات ونوعها واتجاهها.

كاتب وأكاديمي - @drabdullah5454

البناء التفاعلي
د. عبدالله بن صالح الفهري

د. عبدالله بن صالح  الفهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة