Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 31/08/2013 Issue 14947 14947 السبت 24 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فـن

ما زال يعجبني إعلان نشرته قناة العربية قبل نحو خمس سنوات، وفيه صورة لجورج بوش الابن يمسك بكتف طالبة صغيرة، وفي أعلى الصورة كُتب (أنتِ معنا أم ضدنا؟)، في إشارة لخطاب بوش الشهير بعد أحداث 11 سبتمبر، الذي قال فيه صراحة إنه سيحارب الإرهاب، ومن لم يكن معه في هذه الخطوة فهو ضده.

استهلالي بهذا الشاهد عن القنوات الإخبارية العربية، التي حتماً يكون لها أصدقاء وأعداء، شأنها شأن وسائل الإعلام العالمية كافة، فلا إعلام محايد، وهذا الشيء نسبي، يختلف من منشأة إعلامية إلى أخرى، بمعنى أن بعضاً من وسائل الإعلام العالمية تعلن موقفها الصريح من حدث ما سلباً أو إيجاباً (صراحة)، بينما تحاول قنوات أخرى مسك عصا الخطاب الإعلامي من الوسط؛ حتى لا تُتهم بالانحياز لهذا أو ذاك، لكن الحصيف يعلم أنها تميل إلى أحد الأطراف.

أما القنوات الإخبارية العربية فحكايتها حكاية، رغم أنها اليوم ومنذ نحو ثلاث سنوات باتت تؤثر في رأي الشارع في بعض العواصم، لكن هذا التحريك ما زال محدوداً وبنَفَس قصير، وفي إطار ضيق، لا يتعدى مصالح (متحركة) على الرمال.

اليوم بات لعب القنوات الإخبارية على (المكشوف)، ولم تعد رؤيتها لطرف وآخر تسير نحو (تعتيم) المواقف، بل باتت مفتوحة وصريحة بميلها نحو طرف، وإعلانها العداء الواضح لأطراف أخرى.

وخلال هذا الوضع الذي بات سائداً لم يكن المشاهد هو الضحية، بل خسرت بعض القنوات (حظوتها) عند الجماهير لسبب بسيط، هو أن القنوات الإخبارية لم تعد الرافد الوحيد للأخبار، بل هي (جزء من كل)، والجمهور لم يعد ذلك الذي تحقنه بالمعلومات والرؤية والأيديولوجيا؛ لينقلها عنك وهو مغمض القلب.

بعض القنوات العربية لم يعد يهمها كل الجمهور، بل همها الكبير جزء من الجمهور، تقوم بتربيته وشحنه مثلما تشاء، خاصة أن بعضها (القنوات) ليس ربحياً، ويتم دعمها بملايين الدولارات شهرياً من أجهزة حكومية، ولذلك فإن (الجزيرة) - مثلاً - لا توجد بها إعلانات تجارية، وكلنا يعلم أنها فرع إعلامي للخارجية القطرية، وهذه المعلومة ليست سرية، بل يعلمها القاصي والداني.

أحد البسطاء يحمد الله أن القنوات الإخبارية لا تملك قراراً وإلا لاستعبدت الناس، ومسكت بالسوط، تضرب به ظهور الشعوب؛ حتى يمضوا فيما تريد، ويتركوا عنهم ما تبغضه، وكان يقصد قناة (الجزيرة).

أصبحت بعض القنوات الإخبارية اليوم تثير الغثيان والاشمئزاز بلغتها السيئة، وكذبها المتواصل، وعدم احترامها للمشاهدين، والرقص على جراح البسطاء، وتنفيذها أجندة سياسية سيئة.. ولا عجب أن يرفضها المشاهدون، ويرفضوا خاطبها، بعد أن سارت على نهج «إن لم تكن معي فأنت ضدي».

m.alqahtani@al-jazirah.com.sa
twitter: @mohadqahtani

رقص الأقحوانة
هل أنت معنا أم ضدنا؟
محمد بن يحيى القحطاني

محمد بن يحيى القحطاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة