Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 31/08/2013 Issue 14947 14947 السبت 24 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

عندما نتحدث عن رؤساء الإمبراطورية الأمريكية عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائتي عام، فإننا يجب أن نفرق بين الرئيس المؤهل، والمحنك، والمؤثر بذاته، مثل توماس جيفرسون (1801-1809)، أو أبراهام لينكولن (1860-1865)، وبين من أوصلته الصدفة للمنصب الرئاسي، إما عن طريق الانتخاب، وتوافر الظروف المناسبة، والتي يطول الحديث حولها، مثل جورج بوش الإبن (2000-2008)، أو بوراثة نائب الرئيس للمنصب، وذلك بعد وفاة الرئيس أثناء حكمه، أو عزله، كما ينص الدستور الأمريكي، مثل ما حصل عندما تولى الرئاسة ليندون جانسون (1963-1967)، وذلك بعد اغتيال الرئيس الشهير جون كينيدي (1960-1963)، أو عندما تولى الرئاسة جيرالد فورد (1974-1976)، وذلك بعد عزل الرئيس الشهير ريتشارد نيكسون (1968-1974)، فماذا عن الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما؟!.

لا جدال في أن الرئيس أوباما يتمتع بثقافة عالية، وهو يحمل درجة الدكتوراه في القانون، ومحاضرا جامعيا متميزا، وخدم في مجلس الشيوخ أيضا، وقد راهن عليه كثيرون، خصوصا في عالمنا العربي والإسلامي، وقد كان موقفه من الثورات العربية في بدايتها يوحي بأننا أمام رئيس مختلف، فهو قد تحدث حينها عن أهمية نشر الحرية، والعدالة، والديمقراطية في العالم العربي، وبلغ به الحماس مبلغه بأن طلب من الحليف الإستراتيجي للولايات المتحدة، الرئيس السابق مبارك أن يتنحى، وبسرعة عن الحكم!. هذا، ولكن سياساته فيما بعد دلت على أنه - كمن سبقوه - يعمل على تأمين مصالح أمريكا، وحسب، إذ إن إدارته دعمت تنظيم الإخوان حتى وصل الحكم، ومن ثم واصلت دعمه رغم أخطائه الجسيمة، ولا تزال تواصل دعمه، حتى بعد أن ثار عليه الشعب، تماما كما حصل مع مبارك!.

وقد تبدو سياسات أوباما مرتبكة، أو يراد لها أن تبدو كذلك، سواءاً تعلق الأمر بالثورات العربية، أو غيرها من القضايا حول العالم، ولكن في كل الحالات يؤكد المتابعون أن القوة الأمريكية الخشنة، والتي يصيخ لها العالم السمع فيما مضى، أصبحت ناعمة في عهد أوباما، ولا يقيم أحد لها وزنا، فقد تنمرت في عهده روسيا بوتين، والصين، وبدأت بعض الدول الأوروبية تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة، وحتى بعض الدول الصغيرة لم تعد ترتجف من هذا البعبع الإمبراطوري، ومع ذلك يدافع أوباما عن نفسه بالقول: «لن اتخذ أي خطوة متقدمة، خصوصا فما يتعلق بالتدخل العسكري في بؤر التوتر، ما لم أتيقن أن المصلحة الأمريكية حاضرة، وهذا ما لم يحدث حتى الآن»، ولهذا يبدو أوباما رئيساً عظيماً لدى دعاة السلام، ورئيساً ضعيفاً، ومتردداً، ومرتبكاً، لدى أصحاب الأجندات الأيديولوجية، مثل المحافظين الجدد، والذين يرون أنه أضاع هيبة القطب الأوحد : الإمبراطورية الأمريكية، وبالمناسبة فإن هؤلاء المحافظين من الساسة، أمثال بول وولفيتز، وريتشارد بيرل، أو من الإعلاميين أمثال سيء الذكر رش ليمبو، ومذيعي قناة فوكس اليمينية يتخذون موقفاً مناوئاً لأوباما مهما فعل، وذلك لأنهم ببساطة عنصريون لا يعتد برأيهم، فهل ترى -أيها القارئ- أوباما رئيساً ضعيفاً، ومرتبكاً، أم قوياً، ومؤثراً، ولكن بطريقته الخاصة؟!.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
ماذا سيقول التاريخ عن أوباما؟!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة