Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 02/09/2013 Issue 14949 14949 الأثنين 26 شوال 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

الكتابة الإبداعية فعلٌ إنساني يرسم بالحرف ما يختزنه العقل من معارفَ و آراء ، وما تكنّه النفس من مشاعرَ ومواقفَ إزاء العديد من شئون الحياة والأحياء.

* * *

- وهي ريشة يُغرِّد عبرها الوجدان حباً وفرحاً وألما وإحباطاً، وأملاً ورجاءً، ولولا هذا (الفعل) الإبداعي الجميل لحبط الوجدان الإنساني وجفت قنوات المعرفة، وغاضت منابع الكلمة المبدعة! لولا الكتابة.. ما عمُر الكونُ بإبداعات العقل والروح!

* * *

- إذاً، فالكتابة، ليست ترفاً لدى من يملك مادتَها وأدواتِها، لكنها ثروة تغذّي روحَه بالثقة، وتشحذ عقله بالعطاء، وتبني له جسوراً تربطه بقلوب الناس وأذهانهم.

* * *

- ولقد قرن مرةً فيلسوفٌ وجودَ المرء بعقله، فقال مخاطباً نفسه: (أنا أفكر، إذاً، أنا موجود)! وشدَّ هذا الموقفُ حكيماً آخر، يدين بسطوة القلب وسلطانه، فهتف من موقعه مخاطباً نفسه: (أنا أحبّ.. إذاً أنا موجود), ولو كنتُ طرفاً ثالثاً في هذا الجدل، لصرختُ بملء صوتي قائلاً: مهلاً أيها المتجادلون.. إن الحياةَ لا تستقيم بالعقل وحده، ولا بالقلب وحده، بل بهما معاً، على ألاّ يطغى أحدُهما على الآخر طغياناً يلغيه أو يقصيه، فيسلم صاحبَه إما إلى حالة من (التصحّر النفسي) باسم العقل، أو (الانفلات) الوجداني باسم العاطفة!

* * *

- اليوم، “أوظّف” هذا الجدل بين القلب والعقل، و(أبتدع) منه مقولةً صغتها على غرار ما سبقني إليه حكيما العقل والقلب، فأقول مستهدياً بحكمتهما (أنا أكتب، إذاً.. أنا موجود)!

* * *

- والكتابة الإبداعية التي أعنيها هنا.. هي ضرب من (التنفس) الجميل، تستقبل من خلاله (رئتاً) العقل والقلب نسماتِ بقائهما: القلب يطارح المشاعر عشقاً، والعقل يمارس (رياضة الفكر) تأملاً، والنتيجة عطاءٌ جميل تخلده ذاكرةُ الزمن!

* * *

- نعم.. تظل الكتابة بكل أداوتها وأنماطها وأغراضها سجلَّ إرْثِ السابقين ومن سبقهم، وهي بعد كل شيء، صراط يعبر عليه موروثنا إلى من يلينا من أجيال!

- لولا الكتابة.. ما قرأنا شعر امرئ القيس، ولا عرفنا المتنبي والقصيبي وسواهما من المبدعين، ولا طربنا لإبداع شكسبير.

* * *

- بالكتابة اخترع نوبل سلعتَه المشؤومةَ، ومن خلال الكتابة، يلتمسُ نوبل كل عام (غفران) البشرية عبر جَوائزِ الإبداع للمتفوِّقين في خدمة الإنسان علماً وعملاً!

* * *

- أخلص من هذا القول بأن الكتابة تبقى دليل ممارسة العقل والقلب لدورهما معاً.. في تأكيد منظومة (بقاء) الإنسان بعد رحيله، وأعني بذلك ما يخلفه هذا الإنسان من عطاء الفكر والوجدان معاً، وخير صراط يعبر به هذا (البقاء) من جيل إلى جيل هو الكتابة, فهي الشاهد لخلود من مضى، وهي قبس الإلهام لمن بقيَ، وهي حافز الإبداع لمن سيخلف هذا وذاك!

الرئة الثالثة
في الكتابة.. سر للكينونة الإنسانية!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة