Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 06/09/2013 Issue 14953 14953 الجمعة 30 شوال 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

فنون تشكيلية

لماذا ندرس تاريخ الفن؟
ندى بنت سعد الناصر

رجوع

محاضر تاريخ الفن كلية التصاميم والفنون - جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن

يرى الكثيرون أن دراسة التاريخ إنما هي عملية جامدة ورتيبة، ويعود ذلك لما يعتقدونه من أن دراسته هي مجرد تلقي كم كبير جداً من المعلومات القديمة وتخزينها بتسلسل وحفظها عن ظهر قلب لاستعادتها أثناء الاختبارات.

وليس لدي أدنى شك في أن السبب وراء هذا الاعتقاد هو الأسلوب السائد في التدريس في التعليم العام والجامعي لدينا، الذي يقيس ويعزز -غالباً- قدرة الطالب على الحفظ والاسترجاع كمهارة أساسية وأولية للنجاح والتقدم الدراسي.

وبالتالي سيكون مقرر التاريخ هو المتهم الأول في عداد المقررات بالرتابة والجمود كونه أكثرها زخماً واكتظاظاً بالمعلومات.

وللأسف الشديد فإن هذا الاعتقاد وقبله الأسلوب المتبع في تدريس التاريخ، يحرمالكثيرين من الاستفادة الحقيقة من كنوز قديم وحديث التاريخ، فالتاريخ يقدم لنا وعلى أطباق من ذهب دون عناء وتعب، حكم وعبر وفوائد وحلول لمشكلاتنا وتوقعات منطقية لمستقبلنا، تحتاج منا فقط إلى دراستها بشيء من التأمل والتفكر والتحليل والربط والمقارنة. والمتأمل في تاريخ الثورات القديمة كمثال، يرى كيف أن الثورات العربية الحديثة ليست إلا نتيجة حتمية ومتوقعة، بل ويستمد من التاريخ أساليب تفاديها أو علاجها. مما يجعل دراسة التاريخ بشكل دقيق وجديّ مطلباً ضرورياً على نطاق الحكومات والدول لا الأفراد فقط. وليس من المقبول أن يكون أستاذ التاريخ مجرد مصدر للمعلومات، فمصادر المعلومات متعددة ومتوفرة كالكتب والمجلات العلمية والإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام...، بل يجب أن يدير المعلومة ويعلم الطالب كيف يستخدمها ويستفيد منها بدلاً من مجرد تلقيها، مثلما علمنا المثل الصيني الشهير: «لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطاد».

ومما يزيد دراسة التاريخ فائدةً ومتعةً وشغفاً، دراسة التاريخ عن طريق الفن، فالفن مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنسان وهو الناقل الرسمي والمتحدث الأمين عن ثقافته وأحداث حياته مما قبل ظهور الكتابة في العصور الحجرية وحتى وقتنا الحالي الذي مازال الفن فيه مقياساً لنوعية الشعوب على الرغم من تنوع وتعدد أساليب التعبير والإعلام.

كما أن تاريخ الفن يعطي امتيازاً مهماً لدارسيه، حيث إنه لا يقدم لهم الأحداث من وجهة نظر المؤرخين فقط وعلى أنها مسلمات، بل إن دراسة التاريخ عن طريق الفن تجعل من الأحداث أكثر وضوحاً وواقعية وحضوراً، وتجعل المتلقي قادراً على الحكم، وذلك بتبني آراء المؤرخين أو رفضها بقناعة من خلال تأمل وتحليل الأعمال الفنية التي تنقل الحدث أو المعنى بحياد، ليخرج بوجهة نظره الشخصية تجاه ما رأى مستنداً على حجج مرئية.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة