Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 07/09/2013 Issue 14954 14954 السبت 01 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

وجهات نظر

في قصة «حنان الشهري».. عدة قضايا
محمد بن إبراهيم فايع

رجوع

لن أعيد عليكم قصة حنان الشهري، والتي لاقت وجه ربها، بعد أن أقدمت على حرق نفسها، نتيجة وقوعها تحت ظروف مرّة، لم تجد في من حولها من يساعدها على تجاوزها، وإعانتها للتغلب على ما تمر به من معاناة، بقدر ما وجدت العنف الجسدي من أحد أقاربها!! وشبه التخلي والتخاذل في مساعدتها وهي المرأة الضعيفة والتي لا حول لها ولاقوة، فأحرقت نفسها لتؤكد ما قالته «بأحرق قلبكم عليّ مثل ما سكتّوا عن حقي» وكانت النهاية الدرامية الحزينة المؤلمة، تمنت الموت وتحقق لها بطريقة محزنة مفجعة؛ ولا يمكن لأي إنسان الإقدام على قتل نفسه؛ إلا وهو في قمة الضعف، وفقدانه لإيمانه وثقته بنفسه، حنان وجدت في الموت «الملاذ الأخير» و»الدواء المخلص لها من أحزانها» فغادرت الدنيا بهذا الأسلوب!لكن يجب أن نتوقف عند بعض القضايا المهمة، أولها، أن خلف أسوار المنازل هناك ألف حنان الشهري يعانينّ من العذاب والعنف والظلم، فهل لا تظهر لنا مشاكلهنّ؛ إلا حينما يقدمنّ على فعل كالذي أقدمت عليه حنان حتى نعلم بأن هناك ضحايا ظلم وعنف؟! دائما تحركنا نحو مشاكلنا يكون متأخراً كردات فعل، ونحن في حاجة إلى حلول ومعالجات استباقية وقائية. ثاني القضايا التي استرعت انتباهي في قضية حنان، حينما لقيت الضرب المبرح على يد قريبها، وأرادت الاستعانة «بالشرطة» لتخليصها من بطشه، كان الرد، عليك توثيق الاعتداءات بتقرير طبي! وهي المرأة العاجزة عن توفير الحماية لنفسها، فضلاً أن تجد من يذهب بها إلى المستشفى ليعينها على استخراج تقرير طبي فكيف توثق لنفسها ما يدين قريبها! ثالث وقفاتي، أن الإسعاف لم يصل إليها بعد احتراق جسدها بالنار؛ إلا بعد أربع ساعات!! وكان يمكن إنقاذها لأنها حسب الخبر المصدر «جريدة الشرق لا تزال في وعي يسمح لها بإسعافها، لو وصلها الإسعاف في وقت سريع وتم إنقاذها، رابع القضايا، محاولات بعض الناس التدخل للإصلاح حينما تصل الأمور إلى الجهات الرسمية، وهي في كثير من الأحيان لا تكون إلا «للتكتم على كثير من خفايا القضية» بدليل مسارعة أصحاب الشأن في بحث شؤون المصالحة، والسؤال، أين أنتم من قبل؟ أبعدما وقع الفأس بالرأس يكون الإصلاح؟! وعادة تدخلات المصلحين ليس القصد منها الإصلاح للإصلاح وإنما في كثير من القضايا يكون الإصلاح لمصالح أو خشية من الفضائح، وأنا ضد التسامح في قضايا العنف المنزلي، حتى يأخذ الجاني العقاب اللازم، ليكون عبرة لغيره، وردعا له ولأمثاله،امس القضايا التي أردت الوقوف عندها، هناك ظلم كبير، وعنف يواجه المرأة في بيوت كثيرة، وبعض المعنّفات بشكل أو بآخر من الأب، من الزوج، من الأخ، من الابن، من بعض الأقارب، قد لا يجدنّ من ينصفهنّ، ويجدنّ العنت والمشقة في أخذ حقوقهنّ، أو في الدفاع عن أنفسهنّ، يجب أن يجدنّ في المجتمع، سواء أكانت جهات رسمية، أم شعبية من يتصدى لمواجهة العنف الواقع على النساء، ويمنع الظلم عن المظلومات، وأنا متأكد أن ملف حنان سُيغلق؛ لكن لا يجب أن يغلق ملف القضايا الخمس التي فتحتها على مصراعيها معكم كي نستفيد من أخطائنا في مواجهة قضايانا.. رحم الله حنان.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة