Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 08/09/2013 Issue 14955 14955 الأحد 02 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

منوعـات

من يتابع أخبار الثقافة هنا، يستغرب أن الأدوات التي يعمل بها هؤلاء لم تتغيّر منذ أكثر من ربع قرن، العالم يتغيّر ويتبدل ويتطوّر، وهؤلاء يعملون بالطريقة ذاتها، ويكررون الموت نفسه، فعلى سبيل المثال، مرَّ مؤتمر الأدباء الرابع مرور الكرام، وسيمرُّ ملتقى المثقفين مرور الكرام أيضاً، ما لم ينقذه موقف أو حكاية طريفة، كحكاية بهو الماريوت، حتى يتلقفه الإعلام والمجتمع بصخب، فيسألكم من يعرفك: أنت كنت مع (الربع) في بهو الماريوت؟

ولعلَّ ما يثير الدهشة أن القناة الثقافية، التي أنشئت أساساً لمتابعة ما يحدث في الشأن الثقافي هنا، لا بث أفلام وثائقية عن العالم الفطري أو القرى فى المغرب العربي، أيضاً كانت نائمة، ولم تعرف شيئاً عن المؤتمر، ولم تتابع أحداثه وجلساته وتوصياته، لم تنقل الرأي والرأي الآخر، لم تبث الاستديو المباشر من المدينة، وحجة البعض أن المذيعة ميسون بكر كانت غائبة، وهل القناة الثقافية هي فقط ميسون، مع تقديرنا الكبير لها، أين المذيعون الآخرون؟ بل أين مدير القناة الأستاذ محمد الماضي؟

ولعلَّ ما يلفت الانتباه أن هذا المؤتمر، هو في النهاية يعكس تصورات الأندية الأدبية عن الأدب والثقافة، وإذا كان هذه الأندية حتى الآن لم تطور أدواتها، ولم تستفد من التقنية سوى بإرسال الرسائل عن أنشطتها الباردة، هل يمكن أن تمنح تصوراً عن الأدب، وعن الثقافة عموماً؟

قبل أيام قليلة أطلق أهم ناديين أدبيين منتدييهما الحواريين، أحدهما ربطه بالشباب في محاولة يائسة لجذب قطاع الشباب الذي يتحاور مباشرة، وبمنتهى الحرية، في مواقع التواصل الاجتماعي، دون الحاجة إلى أسوار النادي، ووجبة الفطائر الخالدة، والآخر ربط المنتدى بالحوار الثقافي في محاولة لتجاوز حدود الأدب الضيقة، أعني (الأدب) كجنس أدبي، وإلا فالأندية الأدبية تحافظ جيداً، وبمبالغة قصوى، على التجهم والحذر والقلق والمزيد من الأوهام، وكلنا ندرك أن طرح بعض الموضوعات، أو الأشخاص، يجعل مجلس الإدارة تتدخل لمنعها أو منعهم، وقد تتدخل جهات في لحظات حرجة، قبيل فعالية ما، فتلغى ببساطة، مما يجعل النادي يبحث عن مبررات مخجلة لهذا الإلغاء!

السؤال المهم هو: ماذا بقي من الأدب، ومن أنديته الشاحبة، من الثقافة، ومن أطرها الرسمية، في ظل انفتاح الفضاء، بقنواته وصحافته، بمدوناته ومواقع التواصل الاجتماعي فيه؟

ولأطرح السؤال بطريقة أخرى: ماذا حدث أمام هذه الحرية في الفضاء مما يقلق الأندية الأدبية ويخيفها عند وضع برامجها ومحاضراتها؟ لماذا لم تدرك حتى الآن، أن هذا الانفتاح، وظفر كل مواطن بصحيفته الخاصة، وقناته الخاصة، وجمهوره الخاص، لم يجعل منه لا مسؤولاً عن أقواله وآرائه، بل جميع من يكتب في تويتر، ويتحدث في كيك واليوتيوب، يلتزم بحدود الحرية المسؤولة، بمعنى أنه إذا لم تسابق الأندية ما يحدث في الواقع الافتراضي من جراءة في الأفكار والرؤى، فستغلق أبوابها قريباً، وسيصبح الأدباء والمثقفون هم من يكتب في المدونات والمواقع فحسب!

فالثقافة فعل مبادر ومغامر، ومشاكس للسائد والمألوف، وإذا لم تمتلك هذه الصفات فعليها السلام.

نزهات
هؤلاء يعملون في كوكب آخر
يوسف المحيميد

يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة