Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 08/09/2013 Issue 14955 14955 الأحد 02 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

لنرفع شعار «حياة البشر قبل الشجر»
زراعة النخيل ومهرجانات التمور إلى أين؟

رجوع

أتابع كأي مواطن ما تنشره هذه الصحيفة الأثيرة الغراء خلال هذه الأيام عن أخبار مهرجانات التمور في منطقتنا الغالية - القصيم -، وما يتخلل هذه المهرجانات في بعض محافظات المنطقة من احتفاء واحتفالات بجودة وكثرة الإنتاج من محصول التمر، وكذلك تجديد إحصائيات عدد النخيل الذي يزداد عاماً بعد عام .. وللحقيقة والواقع وبعيداً عن المجاملة والمبالغة ودغدغة المشاعر والإفراط بالتفاؤل وكأي مواطن تهمه مصلحة الوطن ومصلحة المواطن، أقول إنني أقرأ وبتمعن أخبار وفعاليات هذه المهرجانات وأمامي وفي مخيلتي مشاعر الألم والأمل. ألم بالإسراف المنقطع النظير بزراعة النخيل والذي تجاوز حسب ما اقرأ وأسمع، حوالي ستة ملايين نخلة بالمنطقة، وتصدر الإعانات المادية عند مضاعفة زراعة أي عدد جيد، رغم ما تكلفه من جهود ومتاعب على مدار السنة، وما تحتاجه من استقدام العمالة بالآلاف للعناية بها وأخذ حصة الأسد من محصولها، كما لا ننسى - وهذا هو المهم - ما تستهلكه على مدار أيام السنة من رصيد ناضب من المياه يفوق ما يستهلكه القمح والخضار أضعافاً مضاعفة، وعلى حساب ما تلاقيه بعض محافظات المنطقة من شح في المياه وعناء في الحصول على قطرة ماء حتى المياه المالحة أصابها النضوب والانقطاع، كما هو حاصل واقعاً ملموساً وحاداً في محافظة الرس التي تعيش على ما تجمعه من هنا وهناك صهاريج المياه من آبار مكشوفة متباعدة، وربما آسنة أكثره غير صالح للاستهلاك الآدمي، ومع ذلك لا يتم الحصول عليه بسهولة بل بمبالغ طائلة تفوق قدرة محدودي الدخل أو بلا دخل، وهنا وباختصار نتساءل ونرفع النداء عاجلاً إلى من يهمه الأمر وفي المقدمة وزارة الزراعة وشقيقتها وزارة المياه، ونقول بصريح العبارة أيهما أهم حياة المواطن الذي يعتبر الماء عماد حياته ومستقبل حياته وأحفاده، أم إيثار النخيل وزراعتها بهذه الطريقة المنفلتة اللافتة، وما تستهلكه من الهدر الهائل من المياه على حساب سكان منطقة كبيرة بخمس عشرة محافظة تزدحم بالسكان يتجاوز عددهم مليونين يزداد دون عاماً بعد عام؟، إنه ليس من المنطق وليس من الوعي في شيء أن نحتفل وأن نتباهى بزراعة ملايين النخيل، وهناك محافظات مكتظة بالسكان تعاني عاماً بعد عام ضيقاً وشحاً حتى في مياه الاستعمال المنزلي غير الصالح للشرب ..

لقد لمست بنفسي وسمعت من إخوة ثقات من المزارعين في بعض محافظات القصيم، أن مردود زراعة النخيل لا يغطي الحد المطلوب من تكاليف العناية بها ومتابعتها، بل الغالب والمؤكد أن المستفيد الأول هو العامل الوافد حتى وإن كان المواطن في الواجهة في مراكز البيع والتوزيع.. إننا في الختام نطمع بالتفاتة عاجلة من المسؤولين ومن أبناء المنطقة المخلصين، دراسة موضوع الإسراف في زراعة النخيل ومدى تأثيره في نضوب المياه والتي تجف مصادرها تباعاً، رغم ملاحقتها في أعماق الأرض .. ولنرفع شعار حياة البشر قبل الشجر .. والله من وراء القصد.

عبدالله الصالح الرشيد - مدير عام تعليم سابق

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة