Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 09/09/2013 Issue 14956 14956 الأثنين 03 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

مناهج التعليم في المراحل التعليمية العامة أو العليا بحاجة إلى مراجعة وتصحيح وتمحيص، لأن من وضعوها عجزوا عن تأصيل هذه المناهج، لتكون ملبية لكل ما يحتاجه الدارس من علومٍ إنسانية ومفاهيم من القرآن والسنّة وعلم الأخلاق وعلم الحضارة وحب الوطن والتسامح وتوحيد الأفكار والأهداف التي ترفع من مستوى الجيل الذي يحتاج إلى إبعاده عن كل الشوائب والتحريف.. ولأن مكانة أبناء هذا الوطن العزيز كونهم أحفاداً لسلف صالح سطَّر لهم التاريخ من خلال فتوحاتهم وبطولاتهم وتفانيهم في حفظ الحقوق ونصرتها وأخلاقهم وأهدافهم ومواقفهم وتعاملهم مع الآخرين أروع الأمثلة.

وما دام أن كثيراً من التربويين يؤكدون أن بعض المناهج التي وضعت قبل عشرة أعوام مثلاً وما فوق غير ملائمة لهذا العصر، والذي كثرت فيه كل أنواع المغريات وتنوعت فيه الدعايات ووسائل إعلامية كثيرة أغلبها تكرّس مفهوم التعصب القبلي والعودة بالمجتمع إلى عصور الفوضى والتخلف.. إنها بحق وسائل هدَّامة تتعارض في منهجيتها وأهدافها مع التعاليم السماوية السمحة التي تريد للبشرية جمعاء الخير والبعد عن الشر.. إن المجتمع بأسره يتعرَّض إلى هجمة شرسة تحتاج من كل فرد مخلص لدينه وتاريخ أمته وأمجادها أن يقف وقفة صادقة ضد كل الدعايات التي تدمر العقول وتضعف من التلاحم بين أبناء الوطن، لأن أعداء الإسلام ومن خلال الوسائل استطاعوا إبعادنا عن الاهتمام بترسيخ مبدأ التعايش والمحبة والاعتزاز بأمجاد أمة محمد والأولين من الأخيار الذين نشروا دين الرحمة في كل أصقاع المعمورة.

وها هي هذه الوسائل ومن خلال مستخدميها تهتم بأمور رفضها الإسلام وحذَّر منها نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم وآله، وهي التفاخر بالغزوات والمعارك والغارات التي كانت سائدة قبل توحيد هذه البلاد على يد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -، وحتى في المدارس وأروقة الجامعات تجد من يتحدث متفاخراً أن فلاناً قتل فلاناً وأخذ إبله، وهناك من يختلق قصصاً فيها سلب ونهب وقتل لم يدرك أبعاد تأثيرها رغم عدم صحة أغلبها، لأن من ترد أسماؤهم أنهم قتلوا لهم أحفاد، وهناك من تفاخر بمزاين الإبل وكأنها من قيم الإسلام الفاضلة.. هؤلاء الشباب لم يدركوا أن في ذلك إثارة للنعرات والبغضاء والعداوة.

إن هناك دوراً مهماً يجب على المعلمين القيام به وهو معالجة ذلك وإفهام التلاميذ أن ذلك العمل يتنافى مع العقيدة والقيم والأخلاق،!! وحتى لا تنتشر هذه الظاهرة التي تهدد أمن المجتمع وتكاتفه، علينا أن نبحث عن الأسباب التي جعلت مناهج التعليم غير قادرة على التّكيف مع طبيعة وعادات وتقاليد المجتمع وتغيير ما هو سيئ، والتمسك بما هو فاضل ومفيد، بعيداً عن كل أنواع التعصب وتفريق الصف.. والله المستعان.

التعليم والتعصب
مهدي العبار العنزي

مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة