Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 09/09/2013 Issue 14956 14956 الأثنين 03 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

يقسو البعض على أوضاعنا الحالية، وهم محقون في ذلك، فقد وصل العرب، والمسلمون إلى أدنى الدرجات في سلم الحضارة الإنسانية، وحتى عندما استبشرت الشعوب بالربيع العربي، وظنوا أن الفرصة جاءت تجرجر أذيالها في النهاية، كما تقتضي النواميس البشرية، تفاجأنا بأننا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، وأن العقلية غير الواعية لا يمكن أن تستوعب الحراك الديمقراطي الحقيقي، فقد عدنا إلى المربع الأول، فبعد أن وصل تنظيم الإخوان إلى كرسي الحكم في مصر، تفرغ أعضاؤه لعملية التمكين، التي تقتضي الإقصاء لكل من يختلف معهم، وانتهى بهم الأمر خارج السلطة، بعد ثورة شعبية - عسكرية لم تبق، ولم تذر، ومع أن مصر تعيش مرحلة انتقالية هذه الأيام، إلا أن الإقصاء، والشيطنة للطرف المهزوم هما سيدا الموقف هناك أيضا!، ما يعني أن العقلية العربية بحاجة ماسة إلى تأسيس فكري يتواءم مع القيم العظيمة للحرية، والعدالة، والديمقراطية، فهل هذا مقصور على العرب، والمسلمين فقط؟!

وحتى لا نتهم بأننا نتلذذ بجلد الذات، أؤكد هنا أن انعدام الوعي ليس مقصوراً على العرب، والمسلمين، وحسب، فهناك في الولايات المتحدة، وأوروبا، وهي أعتى الديمقراطيات العالمية، يوجد شرائح من البشر لا تزال تؤمن بالقيم القديمة، والتي تؤكد على تفوق العرق الأبيض، وتحن إلى الأيام الخوالي، وهؤلاء يظلون أقل شأنا، وأكثر تحضراً من أتباع الحركات العنصرية، وعلى رأسها منظمة الكلو كلكس كلان الأمريكية، التي يطالب أتباعها بعودة سياسة الفصل العنصري، بل ويتوقون إلى عودة العبودية، ومن يتابع أدبياتهم، وبعض منابرهم يسمع، ويقرأ عجبا، وفي المقابل هناك المنظمات الخاصة بالسود، وعلى رأسها منظمة أمة الإسلام، التي يتزعمها الواعظ لويس فراخان، الذي يطالب بأن يتم تقسيم الولايات المتحدة الأمريكية إلى نصفين، نصف للسود، والآخر للبيض!!، وقد كان من حسن ظني، أو سوئه أنني كنت شاهدا لمسيرة قامت بها منظمة الكلو كلكس كلان، وذلك في الجامعة التي كنت أدرس فيها في ولاية متشجن، كما حضرت محاضرة لزعيم أمة الإسلام لويس فراخان، في ندوة أقيمت في ذات الجامعة أيضا، وقد هالني حجم التخلف الفكري، والكراهية لدى الطرفين، فما الفارق إذاً بيننا وبينهم؟!

الفارق هو أن هذه الشرائح المجتمعية في العالم الغربي، التي تفتقد إلى أدنى درجات الوعي، تمثل أقلية غير مؤثرة في الحراك السياسي، بينما يمثل أصحاب مثل هذا الخطاب الإقصائي لدينا أكثرية لا يستهان بها، ومن هنا تأتي أهمية نشر القيم الفكرية القادرة على تأسيس وعي يكون قادراً على التعامل مع متطلبات الديمقراطية الحقيقية، التي ترنو إليها، وتستحقها الشعوب العربية، والإسلامية، والتي عانت كثيراً خلال العقود، أو القرون الماضية، إن شئنا الدقة.

ahmad.alfarraj@hotmail.com
تويتر @alfarraj2

بعد آخر
«الوعي» .. شرقاً وغرباً!
د. أحمد الفراج

د. أحمد الفراج

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة