Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 15/09/2013 Issue 14962 14962 الأحد 09 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

تواترت آراء جل التربويين على أن المرأة تعد الأكثر قدرة تربوية، ومناسبة نفسية، لتدريس طلاب الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية بما في ذلك تدريس الأولاد، نظراً لما تتمتع به المرأة من سمات فطرية تتوافق مع حاجات الطفل في هذه المرحلة الدراسية، فالمرأة عامة تتسم برقة طبعها، وغلبة عاطفتها، وسعة صدرها، وحسن تعاملها، ولطف مشاعرها، هذه وغيرها سمات رئيسة تتطلبها المواقف التعليمية عامة، وتتأكد الحاجة لهذا المتطلب التربوي في المواقف التعليمية لطلاب الصفوف الدراسية الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، ولهذا جاء القرار في وزارة التربية والتعليم مبكراً ومنذ زمن بعيد يربو على الخمسين عاما بتأنيث التدريس في هذه الصفوف الدراسية المبكرة من التعليم الابتدائي ليشمل البنين والبنات، وكان قراراً مفهوماً من حيث المنطق، ومسوغاً تعليمياً وتربوياً، ولهذا جاء القرار موفقاً من الناحية التعليمية والتربوية تحديداً، والإدارية إلى حد ما.

وعلى الرغم من أن القرار قد اتخذ مبكراً، إلا أن تطبيقه على مستوى المدارس الحكومية في المناطق التعليمية عامة تم على استحياء، وفي عدد محدود جداً من المدارس، خاصة في المدارس الأهلية، وكان التطبيق يتم بصفة شخصية وحماسة ذاتية من لدن ملاك المدارس الأهلية، أي أنه لا توجد رؤية واضحة وخطة شاملة للتوسع في هذا التوجه التربوي من قبل وزارة التربية والتعليم، وبالتالي بقي القرار محبوساً في الادراج كالعادة، حتى نفضت الإدارية الحالية في وزارة التربية والتعليم الغبار عن التوجه، ووجهت المدارس عامة وشجعتها على تطبيقه، بادرت بعض المدارس وأخص الأهلية على تأنيث تدريس الصفوف الدراسية الأولية، وجمعت البنات والأولاد في بيئة تعليمية واحدة، لكن كل فئة في فصول مستقلة، البنات يدرسن وحدهن في فصول خاصة بهن، وكذلك الأولاد في فصول خاصة بهم، والمعلمات يعلمن البنات ويعلمن الأولاد وفق الخطط الدراسية المعتمدة في الوزارة.

من بدهيات الإدارة المؤمنة المتطلعة للنجاح، أن تولي توجهاتها جل الاهتمام، وأن ترعاها وتدعمها بكل السبل التي تحقق لها النجاح بشرياً ومالياً وإدارياً وتقنياً، وأن تصوغ رؤية واضحة للتوجه، وخطة عمل محددة المعالم تأخذ في الحسبان أوجه القوة والضعف، وكل الاحتمالات المعينة أو المعوقة من أجل توفير كل أسباب النجاح وبأعلى درجات الكمال الممكنة، هذه من مسلمات الإدارة المسؤولة المؤمنة بما تقوم به من أعمال، وما تتطلع إليه من آمال.

والآن وكما هو متبع، أطلق العنان لإنفاذ التوجه وتطبيقه في الميدان التربوي، مع ترك أمر الإنفاذ وآليات التطبيق لحماسة المطبقين واجتهادهم، وكانت المظنة أن تأنيث التدريس في الصفوف الدراسية الأولية سوف يلقى رغبة عارمة من الإدارة التربوية، وحماسة عالية من المعلمات، لكن تبين أن في الواقع التعليمي والتربوي مؤشرات ودلالات سواء على مستوى الإدارة التربوية أم على مستوى المعلمات تدل على أن الانطباعات التي في أذهان المسؤولين ليست صحيحة بالدرجة التي كانوا يتوقعونها، فالإدارة التربوية النسوية مترددة خائفة عاجزة عن التعامل مع جل المشكلات الإدارية والمعوقات التربوية التي تمخض عنها التطبيق بين الطلاب والطالبات، وبين الطلاب والمعلمات، وهذا ما لم يؤخذ في الحسبان عند إقرار تأنيث التدريس في الصفوف الدراسية الأولية من التعليم الابتدائي في أقسام البنين.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، تبين أن الأولاد يضايقون البنات في الممرات والساحات، ويؤذونهن جسدياً ونفسياً، كما أبدت المعلمات انزعاجهن وتذمرهن وإعراضهن بل ورفضهن تدريس الأولاد إلا بمقابل مادي إضافي، والبعض الآخر منهن رفض تدريس الأولاد حتى بزيادة الراتب مقارنة براتب تدريس البنات، المسوغات كثيرة، جاء في مقدمتها عدم القدرة على تحمل تصرفات الأولاد وضبط سلوكياتهم، وإدارة عمليات التعلم داخل الفصل وخارجه.

abalmoaili@gmail

أما بعد
تأنيث التدريس .. الانطباعات لا تكفي
د. عبد الله المعيلي

د. عبد الله المعيلي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة