Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 15/09/2013 Issue 14962 14962 الأحد 09 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

زرت جازان بعد طول غياب وتقادم عهد، حيث كانت زيارتي الأولى واليتيمة لها قبل ما يقارب الثلاثين عاماً، وبين الزيارتين حدثت تبدلات قد يصعب رصدها أو تبيان ملامحها لتعدد جوانبها، ففي الزيارة الأولى كانت جازان “المدينة” منطوية على نفسها وكأنها وضعت بينها وبين الحداثة أو التحديث أسوارا يصعب تجاوزها،

وفي زيارتي الثانية لها وجدتها مدينة عصرية متوثبة منفتحة على كل مظاهر المدنية والتحديث والتجدد.

ورشة عمل في المدينة على شواطئها واينما يممت وجهك تجد مشروعاً ينفذ، وكذلك الحال في بقية محافظاتها وقراها وهجرها شمالاً وجنوباً مشروعات حكومية ومشروعات استثمارية تنبئ بمستقبل واعد بالخير ليس لإمارة جازان فحسب بل لكل الوطن.

بين الزيارتين وجدت متغيرات كثيرة إلا شيئاً واحداً لم يتغير هو ابن جازان بكرمه وأريحيته ونقائه الفطري وإبداعه الشامل، فرغم افتقادي لكوكبة ممن عرفتهم في جازان كانوا نعم الأصدقاء وجدت في كل من يتعامل معك من أبناء جازان صديقاً سرعان ما تألفه ويألفك.

تهيبت كثيراً الاتصال ببعض معارفي وأصدقائي من جازان لضيق وقتي ومعرفتي المسبقة أني لن أنجو من كرم حفاوتهم واحتفائهم حد الرفض القاطع لقبول أي عذر يعفيك من البقاء، وكان الحل هو الاكتفاء بالتواصل مع الزملاء في مكتب الجزيرة الزميل الخلوق أحمد الحكمي والشاب الودود عادل لكني وقعت فيما كنت أحذر منه وأمضيت وقتاً جميلاً بصحبة هذين الزميلين مع وعد بعودة يتم التنسيق لها مقدماً.

في بيش تعرفت على نماذج ربما يفتقدها الإنسان خارج المنطقة يكفي حلم الشيخ إبراهيم وإنسانية عبده القبي على الرغم من انهما في موقعين افتقدنا فيهما إلى الحلم والإنسانية، وكانت رحلة إلى سد وادي بيش برفقة الشيخ جابر بن غاصب الشهراني وهو نموذج آخر من كرم أبناء المنطقة وأبى علي إلا أن أعيش متعة ليلة سمر في ضوء القمر بعيداً عن صخب المدينة وضوضائها حيث هدوء الريف ونقاء هوائه وقبل ذلك طيبة وبساطة أبنائه.

تحدثنا عن إشاعات تتكهن بكارثة مرتبطة بسد وادي بيش مع ارتفاع منسوب الأمطار هذا العام وكيف استغلت تقنية الاتصال الحديث من واتس أب وغيرها لتداول رسائل هذه الإشاعات القائلة بانهيار وشيك للسد سيأتي على قرابة أربع وأربعين قرية تقع على مجرى السد، وأبدى أبناء المنطقة بعض العتب على الجهات المختصة التي لم تسارع إلى طمأنتهم بحقيقة الوضع على الرغم من قناعة بأن السد نفذ بمواصفات تؤهله للصمود أمام أعتى السيول وبحيرة تتسع لأي كمية من المياه، وأيضاً هناك عتب على أجهزة الإعلام مشفوع بدعوة كلفت بنقلها إلى كل الزملاء لزيارة المنطقة ونقل الواقع مع أن هناك ما يستحق عناء الزيارة.

مشروعات المدينة الاقتصادية التي تنفذها ارامكو تبعث الأمل والاعتزاز لدى أبناء المنطقة وجامعة جازان التي تتفتح فيها عقول الشباب من أبناء المنطقة بمواهب تثير الدهشة والإعجاب والرقعة الزراعية التي تنتج من خير الأرض ما لا يمكن أن تجود به إلا منطقة جازان، وألسن تلهج بالشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أولى المنطقة من اهتمامه ما أوصلها إلى الحالة التي تعيشها اليوم.

وتبقى مبادرات مميزة لرجال أعمال ومستثمرين ارتادوا المنطقة وأسسوا فيها مشروعات تكمل الجهد الرسمي للدولة وتعززه مثل مبادرة رجل الأعمال عبد المحسن الحكير بتأسيس فندقين راقيين ومدينة ترفيهية متكاملة. وتبقى لجازان ميزة تنافسية تميزها عن غيرها وهي كفاءة أبنائها وقيامهم بكل الأعمال فهناك المدير والغفير من أبناء جازان وكل كفء في مجاله مما يعني أن مدينة جازان الاقتصادية سيكون نجاحها كبيراً وربما تنال شرف الريادة في جوانب يتمثلها كل الوطن.

جازان بعد تقادم عهد
فيصل بن محمد العواضي

فيصل بن محمد العواضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة