Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSunday 15/09/2013 Issue 14962 14962 الأحد 09 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

لا نجد العناية بمواهب الناشئة في مجالات البحث العلمي، وابتكار الأفكار المنتجة، والإبداع الأدبي، والفني بأنواعه، ومجالاته في وسائل الإعلام، قدر التركيز على شحن الساعات الأربع وعشرين في اليوم بعشرات، بل مضاعفاتها من المسلسلات التي جُدولت بحيث تستقطب المشاهد الواحد، فلا يكاد ينهي حلقة من مسلسل، إلاّ يلتحق بمتابعة أخرى...

ولئن قال قائل: لكل امرء عقله يزن به مصلحته، إلاّ أنّ المغريات كثيرة لا يقاومها من ليس له قدرة ضبط..، وكان في فراغ، فحتى من تزحم أوقاته المسؤوليات لا ينفذ من براثن إغواءات قصصها،..

ولقد قيل فيها ما قيل، وبحّت الحناجر مطالبة بأن يرعوي أصحاب المحطات، والمشرفون على قنواتها، والمخطِّطون برامجها، عن هذا الهدر، والإغراق بالعناية الفائقة برموز الغناء نساءً، ورجالاً، وبهدير سيل المسلسلات التركية، وسواها من المدبلج والمترجم..وذي اللهجات المختلفة.. مما يسمن ولا يغني، بل يسطح الخبرات، ويضعف الهمم..!

بينما في المقابل، لا تتوازى الجهتان، فتصبح هناك في خطط هذه الفضائيات برامج تعنى بالمواهب..، مع أنهم يعتقدون، بأنهم يفعلون، ونموذجهم أو دليلهم مثلاً برنامج «المودل العربي»، المقلّد لنظيره الأجنبي، والحقيقة ليس هناك في الخطط برامج تركِّز على مواهب الإبداع، الفكري والعلمي والأدبي والفني، تلك التي تظهر في بيئة التعليم، وبيئة المنزل، فتتواصل مع المؤسستين، وتضع في هدفها تبنيها، استقطاباً، وتوجيهاً، وتبنّياً، ومن ثم تواصلاً مع المؤسسات المعنيّة بها في المجتمع..!

فهناك الموهوبون في الرسم، وفي الشعر، وفي القص، وفي الخطابة، وفي الترجمة، ومنهم المولعون بالقراءة المختلفة، والبحث، والاكتشاف.. إلى جانب تلك المواهب المولع أصحابها بتأمُّل الفضاء واللّهاث وراء اكتشافات عوالمه.. من عني بهم..؟ إذ لا تكفي محاولة في حلقة عابرة، أو دورة صيفية وتنتهي..

إنهم هؤلاء جميعهم ستطمر مواهبهم، لأنهم مغمورون في الأحلام، لا تساعدهم قنوات تقف في وجه غثاء المقدم على ساحة ما أمامهم، لا بجوارهم ولا من خلفهم..، يأسفون على هذا التيه، بينما تتجه العناية بمن يغني، وبمن يلعب الكرة، وبمن يستعرض في خواء...

الموهوبون الفئة الأقل حظاً في مجتمعنا، تحديداً في مجالات الفكر، والإبداع الأدبي، والعلمي.

ينتظرون عملاً مؤسّساتياً مسؤولاً في الإعلام، وفي جهات أخرى ذات صلة تملك القدرة فتؤسّس وتواصل ..

فالمجتمع المنجز صنيع مؤسّساته..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

لما هو آت
الفئة المتغاضَى عنها ...!
د. خيرية ابراهيم السقاف

د. خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة