Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 20/09/2013 Issue 14967 14967 الجمعة 14 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

رحم الله المعلمة الزميلة نورة بنت صالح بن عبدالله الصالح

رجوع

قضيت حياة ملؤها البر والتقى

فأنت بأجر المتقين جدير

بالأمس القريب كانت المدرسة الابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم للبنات بمحافظة حريملاء تجمعنا بالأستاذة الأخت الفاضلة نورة بنت صالح بن عبدالله الصالح الحبيبة إلى قلوبنا، وقلوب طالبتها اللائي أحببنها حبا لا يكاد يوصف، لتواضعها الجم، وإخلاصها في رعايتها لهن، وتبصيرهن بما ينفعهن، واليوم حال بيننا وبينها البعد، حيث غيّبها هادم اللذات ومفرق الأحباب تحت طيات الثرى - رحمها الله - وقد أديت صلاة الميت عليها بعد صلاة عصر يوم الاثنين 3-11-1434هـ بجامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض، ثم تبعها خلق كثير من أسرتها ومعارف أقاربها وغيرهم إلى بلد القرينة بمحافظة حريملاء، وقد ووري جثمانها الطاهر بمقبرة «الشعيبة» الواقعة غربي القرينة، وقد خيم الحزن على أبنائها وإخوتها وأخواتها، وأسرتها عموماً، وكانت وفاتها مفاجئة، حيث وافاها الأجل عندما همت بأداء صلاة العصر، ونرجو أن تكون خاتمة خير ومغفرة لها، وما من شك أن موت الفجاءة له وقع مؤلم وموجع يترك في النفوس أخاديد عميقة من الحزن والأسى، يتعذر ردمها ونسيانها، وكانت ولادتها في محافظة حريملاء، وبعد ذلك انتقلت مع والدها الشيخ صالح بن عبدالله إلى مكة المشرفة الذي كان يدرس بكلية الشريعة واللغة العربية هناك...، وكان أثناء دراسته يؤم المصلين بمسجد خالد بن الوليد بمحلة الشبيكة، مع إشرافه على عمال مشروع التوسعة للمسجد الحرام المكي في الإجازات الرسمية، وفي أوقات فراغه - رحمهما الله- وقد ترعرعت في أكناف مكة المكرمة وقضت أيام طفولتها بها حتى حصلت على شهادة إتمام الدراسة الابتدائية، وبعد تلك الفترة عادت إلى محافظة حريملاء مطرح رأسها، واستقرت في بيت أسرة آل مبارك بالقرينة أثناء دراستها، وقد احتضنتها جدتها السيدة الفاضلة سارة بنت عبدالعزيز بن علي الشدي - أم الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالعزيز المبارك - فهيأت لها الجو المريح لمواصلة دراستها حتى حصلت على دبلوم كلية المتوسطة للبنات بحريملاء، وتعتبر من الدفعة الأولى متميزة على زميلاتها، ثم تم تعيينها مُدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وكانت - رحمها الله - موصوفة بدماثة الخلق ولين الجانب والإخلاص في أداء عملها محبوبة لدى زميلاتها وطالباتها، بل من حرصها على توسعة مداركهن تستغل بعض الفسح الطويلة لتوجيههن التوجيه السليم ليستفدن من ذلك وفي قابل حياتهن، مع تعريفهن بسيرة سيد المرسلين نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسلي، والعمل بهديه وسنته المطهرة، حاثة على التستر ولباس الحشمة صيانة لهن ومرضاة للرب سبحانه وتعالى، مع حثهن على المواظبة واستثمار الوقت في التحصيل العلمي والدراسي واحترام معلماتهن كل الاحترام:

إن المعلم والطبيب كلاهما

لا ينصحان إذا لم يكرما!

ولك أيها القارئ الكريم أن تتصور حال أبنائها إذا عادوا إلى منزلها، وقد خلا مكانها منها, وما بداخلهم من حزن عميق إذا نظروا إلى مكان صلاتها، وإلى مكان جلوسها في غالب أحوالها وهم جلوس حولها في جو يسوده الفرح والغبطة، وهم يستمعون إلى ما تخصهم به من نصائح وتوجيهات تربوية أبوية يستفيدون منها في حياتهم الاجتماعية والعلمية معا، مستحضرين معنى هذا البيت:

يعز علي حين أدير عيني

أفتش في مكانك لا آراك

كان الله في عونهم - تغمدك المولى بواسع رحمته، وألهم ذويك وأبناءك وإخوتك وأخواتك وابنتك الصبر والسلوان.

وما كنت إلا كوكبا بيننا

فبان وأمسى بين أشكاله نجم


البندري بنت عبدالعزيز الخريف - الرياض

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة