Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 23/09/2013 Issue 14970 14970 الأثنين 17 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

خرج أحد هواة التصوير السعوديين قبل سنوات إلى الشارع، إلى الواقع.. في اليوم الوطني ليسجل مظاهر الاحتفال ويوثقها (بكاميراته) الشخصية، ويعرضها بعد ذلك في مدونته الخاصة عبر الإنترنت.

من أهم المشاهد التي التقطت والتي تعتبر أكثرها كوميدية ومأساوية هي جواب أحد المحتفلين بالوطن واليوم الوطني حين سأله المصور الهاوي ما هو اليوم الوطني؟! فأجاب بثقة: يوم الاستقلال السعودي! فأضاف المصور سؤالا يقطر سخرية ودهشة، ومتى استقلت السعودية؟ فأجاب باستهتار: كنت صغيراً أو في بطن أمي أي لا أعرف!

مثل هذا الجواب المضحك المبكي يطلق في عقولنا ومن حولنا عشرات الأسئلة.

كيف نحب الوطن ونحتفل به ونقف بإكبار وإجلال وهيبة ونحن نردد سارعي للمجد والعلياء، ونحن لا نعرفه؟! ندرس في المدارس منذ نعومة أظفارنا أن حب الوطن من الإيمان، ونكبر ونحن نحفظ عن ظهر قلب تاريخه وجغرافيته وأجمل ما كتب فيه.. ومن ثم يعيث بعض أبنائه فيه فساداً وخراباً حين يحطمون ويعبثون بجماله وهيبته في يوم عرسه.

نحن نشهد اليوم تراجعا مخجلاً في مستوى ممارسة الوطنية الحقيقة.. حيث نرى تصرفات غير مسؤولة تمتد بامتداد شوارع المدن -التي من المفترض أنها الأكثر تحضراً وتقدماً من القرى والهجر- كما في المقاهي والأزقة العامة والمولات، سيارات تعلو أبواقها وينخدش حياء المدينة برعونة وخشونة أبنائها، رجال الأمن في كل مكان وعلى أهبة الاستعداد خشية وقوع أي حادث ناشز وطارئ وغيرها من الاستعدادات الأمنية التي تشعرك بأن حرباً ما على وشك الوقوع!

أين الضمير الحي في نفوس من يلهجون الوطن وعشقه كأول أبجدية يلثغونها في البيت والمدرسة والحياة؟! ما زال البعض الكثير يعيش أزمة حقيقية بمفهوم الوطنية، وما برح الكثيرون يحبون الوطن ولا يحبونه، يفخرون به ولا يحترمونه.

حتى إن البعض يظن أنه الأكثر وطنية وعشقاً لتراب الوطن وعنوان وطنيته العريض (ارفع راسك أنت سعودي، غيرك ينقص وأنت تزودي) فتضخمت (الأنا) في داخله وتورمت حتى تمردت وأضحت أعلى وأهم من كل الخلق والله وحده يعلم لماذا!

وإذا تابعنا بموضوعية ممارسات (بعض) من تشدق بحب الوطن ومن توشح العلم السعودي في اليوم الوطني نجد أنه لا يعرف ماذا يعني أن يكون ممثلاً لوطنه بأخلاقه، فتجده يحرج الناس من حوله ويساهم في خلق فوضى وضجة للفت الانتباه فيصبح اليوم الوطني رديفاً للفوضى غير الخلاقة وتنفسياً عن مشاعر مكبوتة جعلت الأسر والعوائل تفرض حظر تجوال على نفسها خوفا ًمن تداعيات عشوائية الازدحام وفوضى الشباب.

نحن حقا بحاجة لتظافر جهود الأجهزة الحكومية والمؤسسات الإعلامية ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية الشعب بأن اليوم الوطني هو فرصة سنوية ليسأل كل واحد نفسه, ماذا قدمت لوطني؟ هل أحسنت تشريفه في الداخل والخارج؟ هل مدحته جهراً وأسأت إليه سراً؟ هل وعيت حقا بأن الوطنية هي انتماء وولاء وحب يترجم بالفعل والعمل والقلم والحلم, وممارسة شريفة وتمثيل راق لوطن اكتسب رغماً عنه مبادئ الإسلام السمحة وأصالة وشهامة أهل البادية.

وطن واسع بخيره ورزقه المبارك، جميل كريم بأهله الطيبين، غني بطموحه وخطواته الرائدة.

أدام الله لنا هذا الوطن مشعاً بشعبه الطيب ومليكه وولي عهده الأمين.. وكل عام وأنت بخير يا أغلى وطن.

نبض الضمير:

“الوطنية تعمل ولا تتكلم”

قاسم أمين

Twitter:@lubnaalkhamis

ربيع الكلمة
في اليوم الوطني..هل نعرف وطننا؟!
لبنى الخميس

لبنى الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة