Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 23/09/2013 Issue 14970 14970 الأثنين 17 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

اليوم الوطني 83

المؤسس أقام دولة عصرية ثابتة الأركان

رجوع

المؤسس أقام دولة عصرية ثابتة الأركان

(.. إن من يتعمق في تحليل الأسس التي أقام عليها الملك عبدالعزيز هذا الكيان الحضاري يستنتج أنه رحمه الله كان سباقاً في إدراك أن العالم مقبل على عصر الكيانات الكبيرة التي تتوافر لها مقومات البقاء والاستمرار مبرزاً سموه أهمها والمتمثلة بالاحتكام إلى منهج واضح يكون هو الحكم والفصل في كل شأن من الشؤون والتجانس والانسجام في المنهج بين العناصر المكونة لكل كيان والقدرة على الحفاظ على استقلال القرار في ظل وجود قوى دولية لها قدرات الاستمالة والاستقطاب والإملاء وترسيخ البناء الإداري والتنظيمي والمؤسسي وتطويره بما يجعله يتلاءم مع مستجدات العصر ويتفاعل معها بحيوية.

وخلص سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى القول أن الملك عبدالعزيز استطاع أن يقيم دولة عصرية ثابتة الأركان عزيزة الجانب تتمسك بالإسلام منهجاً للحياة مقدماً الدليل الحي على أن الإسلام دين ودولة وأن ما تحقق من انسجام وتوحد بين أبناء هذه البلاد ما كان ليتم إلا على منهج الإسلام الذي لا يعرف التحول والتبدل وما تعامل الملك عبدالعزيز مع القوى الدولية بواقعية وثقة إلا من خلال إيمانه الراسخ بهذا المنهج.

إننا حين نستحضر ذكرى يوم تأسيس المملكة العربية السعودية يوم دخول الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الرياض مؤسساً للكيان الذي نعيش ربوعه فإنما نستحضر تاريخاً عريضاً يمتد نحو ثلاثة قرون من الزمان تاريخ جهاد في سبيل إعزاز هذا الدين وتوحيد هذا التراب وتمكين شعب هذه الجزيرة ليحتل مكانه اللائق بين الشعوب.

وأضاف سموه: إن كان الملك عبدالعزيز قد جاب الفيافي والقفار يحيط به من الرفقاء المخلصين وكانوا له ساعداً أيمن ونبضاً مرافقاً ليرسي القواعد من جديد، فقد وضع أيضاً أساساً لمؤسسات الوطن الذي بدأ.

واستطرد سموه قائلاً: وأحاط به أيضاً رجال مدوا أيديهم وتلقفوا يده الممدودة وارتفعوا بأنفسهم نحو هامته العالية ليؤسسوا بنير من قيادته مؤسسات وطن يجدد نفسه ويبث أملاً في روح أمته العربية بأسرها. ومضى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز قائلاً في حديث (لصحيفة الشرق الأوسط) التي تصدر في لندن عن المعاني التي تتجسد في مناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة: إن الوطن إرث مشترك وبناء رفع آباؤنا بناءه لبنة لبنة يداً على يد، وساعداً بساعد إخوة كالبنيان المرصوص.

وتحدث عن جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - في مجال الدعوة قائلاً: (إن الملك عبدالعزيز كولي أمر وكرجل دعوة قد تحدث في كل أمر من هذه الأمور ولعله من المفيد للجميع أن يطلعوا على كل ما قاله الملك عبدالعزيز حتى يدركوا أنه لم يترك جانباً من الجوانب إلا وعالجه في أمور الدين والدنيا للرجال والنساء).

وأضاف سموه يقول (والحمد لله أن الملك عبدالعزيز وهذا فضل من الله عليه أنه تابع وليس مبتدعاً، وكذلك أنه لا يمكن ولم يحصل أن حرم حلالاً أو حلل حراماً، فدين الله معروف وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام معلومة لدى الجميع).

(إن الذين كتبوا تاريخ جلالة المغفور له وسجلوا بطولاته هم أشخاص اختصوا في دراسة التاريخ والبحث عن الحقائق بتجرد وسيرة الملك عبدالعزيز عندما يتصدى لها الكثير من المؤرخين بالبحث والدراسة، فإنما يحاولون أن يبرزوا جوانب عدة في حياته كبطل صابر وكافح ونجح، فلم يثن عزيمته قلة ما معه من عتاد، ولا تردد في إنفاذ مسيرته الفذة رغم قلة العدد في الرجال، ولا أوقفته الاستحالة عن اجتياز الفيافي والجبال، بل اندفع بقومه وقدراته المحدودة، مستمدا العون من الله الذي آزره، وقوة من إرادته حتى واجه التحديات المختلفة، وفرق الخصوم والحشود بلا خوف ولا تردد. ولهذا فإن أي كاتب من كتاب التاريخ الذين عاصروا جزءا من تلك الأحداث أو الذين أتوا بعدها لن يطلب من أي منهم أن يكون ملما أكثر أو كاتبا أفضل).

نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة