Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 25/09/2013 Issue 14972 14972 الاربعاء 19 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

أنا - خالد - البارحة حاولت أن أقشع ستارة نافذتي العتيقة لأرى النور، قلت سأفتح بطن الأرض، وأنزل المعاول، وأحرث الأرض البور، وأنثر بين الشقوق زيتوناً وقمحاً وبعض دوار شمس وبذر سمسم، وأنتظر غيمة هارون والخراج والبيدر، وأقنص إغفاءة ممكنة تحت السدرة العالية،

وأحلم بخراج عظيم، سيتراتب الزرع وينمو ويتراكب في سرد نموه، أنا لا أؤمن بخرافة اليأس والهامش والتمني والكسل، أو أن تسقط السماء علي كنزا أو صندوقاً من ذهب، أسلك كل الطرق الممتعة وأسبر أغوارها، تلك هي أفعالي، حتماً سيكون الزرع قطوفها دانية، سأتدبر شأني، بما تيسر من وعيي، سيصبح جسد الأرض القاحلة طريا، متناغما مع أزميلي، سآخذه بقوة، لدي طموح يسلخ هيبة التردد، وخديعة الخوف، وعندي قدرة بائنة للعمل، مثخن أنا بالأمل عدو القنوط، أنصب عيني نحو الغيمة المتهادية العالية، أفضي إلى نفسي حديث التطلع، وكيف أعانق خيوط السحاب، سائق التاكسي - زامل - كان مثلي الأعلى، زحزحه السهر والضنى والتعب حتى أفضى به طموحه بعيداً عن الجدب، هو واحد عندي كمثل، رجل كان مدثراً بحاجة باذخة ووجع، كان في حضنه أم كبيرة هدها المرض وخمس زهرات وطفل يتيم، يغطّس إبهامه في فمه كلما بكى، وعنده تاكسي نصف حياة ونصف أسى، لكنه كان لا يعرف الهراء، لديه تأويل عال، لاتغويه السهولة، ولا حكايا إبليس، ولا دغدغة شيطان، أو رواية نساء، حول لياليه الدكناء إلى ضياء، حكايته صارت مشاعة، أصبح يرددها الناس في مجالس المدينة، - زامل - بعد أن كان مثل واد غير ذي زرع، ينام تحت الأرض، ويتوضأ الفقر، ويتوكأ على عصا، وترجمه الحاجة بالحجر، ويسكنه العوز البائن، هاهو يركل قاموسه القديم المتصحّر، ويفتح خزائنه الملأ بالفضة وبالذهب، بعد أن كان كمن مسّه الجنّ، وتاه منه الرشد، وزاغ عنه البصر، وحنّت ظهره سياط الكلام، ورموا عليه الناس موبقات الكلام هو - زامل - الآن يركل كرة العوز، ليواصل تأثيث نص حياته، فيملأ ثقوبها، ويربط خيوطها، ويزيد سلمها سلماً، بعيداً عن أعمال الخديعة، وجلباب الدسيسة، ومحاولة ترميم الثقوب، والدخول في باب التفخيم والتضخيم والتأويل، في الشأن المتصل بإطلاق التسميات وخلع الألقاب والخصال، على نفسه ومصانعه ومزارعه ودكاكينه ومطاعمه الكثار الكبار، - زامل - كل يوم يدور في شوارع وساحات وحارات وحدائق المدينة، يريد أن يعثر على فقير، ليمنحه شيئا من التشهّي، أو مرطبا منعشا باردا، أو لقمة فارهة، - زامل - هو الآن رجل شائب، شعره متوّج بالثلج، تزوج بعد طول أمد امرأة أرملة حلوة، مقطوعة من شجرة، بياض وجهها مسوّر بشيلة سوداء أنتجت له قمراً جديداً، أضافه لابنه الذي كان يتيما وللزهرات الخمس، أما بعد فيا أيها اليائسون الحيارى، القابعون في زوايا التيه،لراكضون وراء أحلام اليقظة البالية، الغارقون في المنام، المتزملون بالكسل، المتدثرون بالعجز وبالوهن،انفضوا عن أرواحكم اليأس، وأزيحوا عن أجسادكم جلابيب القنوط، وانفروا في دروب الحياة خفافاً وثقالاً بلا وهن، لتكتبوا نصوص حياتكم من جديد، بعيداً عن التسويف والتيه والركود الطويل ومناجاة الغمام بنص ركيك.

ramadanalanezi@hotmail.com
ramadanjready @

أيها اليائسون .. ازرعوا الأرض زيتوناً وقمحاً ودوار شمس!
رمضان جريدي العنزي

رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة