Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 25/09/2013 Issue 14972 14972 الاربعاء 19 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

لقاءات

فيما أشاد بمستوى العلاقات الإيطالية - السعودية .. وهنأ المملكة بيومها الوطني .. السفير الإيطالي:
خادم الحرمين الشريفين قاد المنطقة إلى بر الأمان وجهوده على المستوى المحلي والعالمي مميزة

رجوع

خادم الحرمين الشريفين قاد المنطقة إلى بر الأمان وجهوده على المستوى المحلي والعالمي مميزة

حاوره - عبدالله بن فهد أباالجيش:

وصف سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة ماريوبوفو العلاقات بين إيطاليا والمملكة بأنها تحمل طابعاً خاصاً بوجود سمات مشتركة بين البلدين الصديقين؛ ولما تشهده العلاقات من تطور مستمر في جميع النواحي، وتعاون فعّال لاكتساب الخبرات والمهارات خاصة في المجال العلمي والبحثي. كما تطرق إلى الدور الريادي الكبير الذي تقوم به المملكة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا المثيرة، وذلك في حوار أجرته (الجزيرة) معه بمناسبة تعيينه سفيراً لدى المملكة العربية السعودية.

) سعادة السفير، يسعدني أن أرحّب بكم في صحيفة الجزيرة، عبر ذلك الحوار الذي سيعرف القراء بالكثير من الأمور عن جمهورية إيطاليا الصديقة.

- أهلاً وسهلاً، ويسرني أن أرحب بـ»الجزيرة» في السفارة الإيطالية بالرياض.

) هل لسعادتكم أن تخبرونا عن مسيرتكم المهنية وأبرز المناصب التي تقلدتموها؟

- بداية التحاقي بالعمل الدبلوماسي كانت منذ عام 1968م، أي قبل نحو خمسة وثلاثين عاماً، وتوليت العديد من المهام في كل من الكونغو ومدريد في إسبانيا وفي بروكسل بمنظمة الحلف الأطلسي (الناتو) وفي أوتاوا بكندا، ومؤخرا عينت نائب مدير إدارة الشرق الأوسط ودول حوض البحر المتوسط بوزارة الخارجية الإيطالية، كما عينت سفيراً لدى جمهورية اليمن منذ العام 2005م حتى 2010م، والآن عينت سفيراً لبلادي لدى المملكة العربية السعودية، وبدأت أعمالي منذ شهر فبراير الماضي.

) عينتم حديثاً سفيراً لبلادكم لدى المملكة، فما الانطباع المبدئي الذي تشكَّل لديكم حول المملكة العربية السعودية خلال الفترة السابقة؟

- المملكة بلد عظيم، يدرك ما يمتلكه من قدرات وإمكانيات جبارة، سواء بالماضي أو الحاضر، كما شد انتباهي تطوران كبيران شهدتهما المملكة مقارنة بالعقود الماضية، الأول هو الرغبة الصادقة والعمل الجاد لتأسيس اقتصاد متين متنوع وليس الاقتصار على النفط كدخل وحيد للبلد، ولكن كذلك إنشاء صناعات، علاوة على الجهد المستمر لإنشاء بنية تحتية قوية وممتازة، وآخرها فكرة إنشاء مشروع مترو الرياض الذي يعد مشروعاً جباراً. واسمح لي أن أسهب في الحديث عن هذه النقطة؛ فأهمية مشروع المترو ليست منحصرة في تسهيل المرور والزحام فحسب بل كذلك أداة لتغيير عادات الأفراد والمجتمعات إلى الأفضل. وقد ساهم في هذا المشروع شركتان إيطاليتان، وإيطاليا سعيدة بمشاركتها المملكة والمساهمة بمثل هذه المشاريع التنموية التي تطور المرافق والبنى التحتية. أما التطور الآخر الذي شد انتباهي فهو المكانة المميزة التي اكتسبتها في المجتمع الدولي من خلال دورها الكبير وقرارها المؤثر على المستوى الدولي بشكل عام والإقليمي بوجه الخصوص. ومنطقة الشرق الأوسط بطبيعة الحال مزعزعة وغير مستقرة، وعلى خلاف ذلك لطالما كانت المملكة بلداً آمناً ومستقراً، وهي في عمل مستمر لإيجاد حلول لمشاكل المنطقة، فالجميع يعرف الدور الأساسي الذي لعبته المملكة لحل الأزمة باليمن؛ وبالتالي فإن المجتمع الدولي يجب أن يكون ممتناً للدور الذي لعبته المملكة في هذه الأخطار؛ إذ إن اليمن هو البلد الوحيد الذي سارت فيه أمور الثورة بشكل سلمي، على خلاف بقية البلدان التي اجتاحتها الثورات، والجهود السعودية الداعية للسلام يلاحظها الجميع للدول التي حدثت بها قلاقل كمصر وليبيا وتونس وسوريا. وهنا أنوه بأن الاستقرار الذي تنعم به المملكة ينتج منه استقرار للمنطقة بأسرها.

) المملكة وإيطاليا دولتان كبيرتان، تمتلكان قدرات وإمكانيات هائلة، فما مدى رضاكم عن تطور العلاقات السعودية الإيطالية؟

- إنني راض جداً عما أستشعر من روح صداقة وود تتسم بها العلاقات بين البلدين؛ فالعلاقات بين البلدين تأسست عام 1932م، أي هناك ثمانون عاماً من الصداقة، ومعظم السعوديين المسافرين للخارج يتوجهون لإيطاليا بشكل أو بآخر، وقد تعرفت على عدد من المواطنين السعوديين الذين يعرفون مناطق بإيطاليا أكثر مما أعرف عنها شخصياً، ولكننا يسعنا بذل المزيد على صعيد الحوار السياسي، وأيضاً على صعيد العلاقات الاقتصادية وعلى صعيد التبادل العلمي، وأيضاً في إثراء الحوار الثقافي بين البلدين، والارتقاء به، ولا أعني هنا الثقافة الكلاسيكية وحسب، بل أيضاً الثقافة العلمية البحتة، فيمكننا سوياً تحقيق مزيد من الاستقرار، سواء لمنطقة الشرق الأوسط أو أوروبا، وكل هذه المواضيع هي في صميم جدول أعمال المنتدى السعودي الإيطالي الذي سيقام بمناسبة مرور ثمانين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وخصص أربعة أيام يتخللها العديد من الأنشطة والفعاليات، وسيضم الوفد السعودي الزائر لروما أربعة وزراء، يترأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية؛ إذ سيجري مباحثات مع رئيس الجمهورية الإيطالية ومع رئيس الوزراء ومع وزير الخارجية، وكذلك سيكون ضمن الوفد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار؛ إذ سيلتقي بوزير الثقافة الإيطالي، وسيتم نقاش العديد من المواضيع المتعلقة بالآثار والمتاحف ومجال الترميم الأثري والتدريب، وكذلك سيفتتح الأمير سلطان معرض روائع الآثار في أحد أهم متاحف روما، ونعكف حالياً على العمل على مشاريع لإقامة المتاحف بين البلدين، كما سيضم الوفد معالي الأستاذ إبراهيم العساف وزير المالية، الذي سيجري - علاوة على لقاءاته مع عدد من وزراء الاقتصاد والمالية - لقاءات مهمة مع كبار مسؤولي الشركات والبنوك الإيطالية، كما سيضم الوفد معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، وسيتخلل أعمال المنتدى حوار طلابي؛ إذ سيتحاور عشرة طلاب سعوديين مع نظرائهم من الإيطاليين؛ إذ تحتم مبادئ الدبلوماسية المعاصرة دعم اللقاءات والحوارات الاجتماعية، وليس اقتصارها على الجوانب السياسية والاقتصادية فقط. ومن خلال هذه اللقاءات فإننا سنمهد لثمانين عاماً قادمة من العلاقات، بل ربما إلى ثمانمائة عام.

) يحظى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمكانة وسمعة كبيرة لدى المجتمع الدولي من خلال ما يقدمه من مبادرات لتعزيز السلام والاستقرار بالعالم، فما نظرتكم تجاه خادم الحرمين الشريفين؟

- الملك عبد الله بن عبد العزيز يقوم بدور تاريخي لمرحلة مهمة بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فقام بعمل نقلة نوعية وتحديثية للبلاد، وحقق الاستقرار لها كذلك في حقبة من أصعب الحقب التي مرت بها المنطقة؛ ما أكسبه احتراماً مهيباً على الصعيدين المحلي والدولي، وله مبادرات جليلة، أبرزها مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بفيينا، وهي خطوة إيجابية جداً، وإيطاليا مؤيدة لجميع أنماط الحريات، ونأمل أن يحقق هذا المركز جميع الأهداف النبيلة التي أسس عليها، كما نرجو أن تستمر عجلة التطور والتنمية والتحديث التي يقودها الملك عبد الله بتوازن واعتدال.

) تحدث سعادتكم في بداية اللقاء عن التعاون الصناعي بين البلدين، وذكرتم مشاركة الشركات الإيطالية بمشروع مترو الرياض، فهل لنا أن نسلط الضوء على الجهود المبذولة من جانب السفارة الإيطالية لتحقيق تلك الشراكة؟

- السفارة ترى أنه من صالح البلدين أن تساهم الشركات الكبرى في مشاريع التنمية السعودية، والعمل بشكل جماعي مع الشركات الصناعية الإيطالية جنباً إلى جنب مع الشركات السعودية الكبرى لتسهيل التواصل والتفاهم بينهما؛ وبالتالي تقديم الضمانات من الحكومة الإيطالية للجانب السعودي لعمل تلك المشاريع، ونحن نقوم أيضاً بإبلاغ الوسط الصناعي في إيطاليا بما يستجد في المملكة من عروض بشكل مستمر، ودورنا الرئيسي هو إثارة اهتمام الشركات الإيطالية في العمل بالسعودية، والأمر نفسه مع الجانب السعودي، وحالياً نحن نعمل على إحياء دور مجلس الأعمال السعودي الإيطالي الذي أُسس قبل أعوام مضت، لكنه لم يأخذ دوره المنوط به في شكله المقرر.

) دعنا نتحدث عن الجانب العلمي والثقافي. مؤخراً بدأت المملكة بإرسال عدد من طلبتها للدراسة في مختلف الجامعات الإيطالية، فكيف ترون جدوى هذه الخطوة لتطوير العلاقات بين البلدين؟

- هناك تأثيران ستحدثهما هذه الخطوة على حالة العلاقات بين البلدين، الخطوة الأولى هي إكساب هؤلاء الطلبة مهارات وأساسيات علمية، التي بدورها ستغني سوق العمل السعودي بالكفاءات المميزة بعد انتهائهم من الدراسة. أما النقطة الثانية فهي زيادة سبل التواصل والتعارف بين السعوديين والأوروبيين بشكل عام والإيطاليين بشكل خاص في الناحيتين الثقافية والاجتماعية. وعدد الطلاب السعوديين الدارسين في إيطاليا قليل نسبياً؛ وذلك لوجود بعض الصعوبات المتعلقة بالشأن الإداري، التي هي في طريقها للزوال، ونعمل على زيادة أعداد الطلبة السعوديين بشكل مطرد. إيطاليا تتميز علمياً في الطب والهندسة بأنواعها والمواد العلمية خاصة الفيزياء، التي تحظى باهتمام جيد بين البلدين، وفن إدارة التراث الثقافي. وتزخر إيطاليا بالعديد من الجامعات الإيطالية، التي يرجع تاريخها لمئات السنين.

) عاشت المنطقة ثورات في دول أطاحت بأنظمة الحكم في بعضها، ولا تزال تهدد بعضها الآخر حتى اليوم، فهل أثر هذا التغيير في العلاقات الإيطالية مع تلك الدول؟ وما موقف إيطاليا منها؟

- هذه الدول لها علاقات أزلية مع إيطاليا، خاصة بلدان حوض البحر المتوسط كليبيا وتونس، كما أعم بالحديث سوريا التي ليس من الضرورة أن تكون علاقتنا جيدة مع النظام بها، ولكن لدينا علاقات تاريخية مع الشعب السوري، وأيضاً لدينا علاقات تاريخية وقديمة مع اليمن التي ساعدتنا في المساهمة باستقرار وأمن اليمن. إيطاليا رحبت بذلك الحراك المطالب بمزيد من الحريات في تلك الدول، ولاسيما من ناحية إزالة أنظمة ديكتاتورية ومتسلطة ومستبدة، ولكن هذا الحراك أدى إلى حدوث حالة من الاضطرابات، سبَّبت عدم الاستقرار كما نرى الآن في سوريا وليبيا ومصر التي حدثت فيها ثورة ثانية، والآن يقومون بصياغة دستور جديد. وفي سوريا حرب أهلية، أما في اليمن فإن الأمور - ومن حسن الحظ - تسري بشكل مُرْض نوعاً ما، لكن التحدي الأكبر هو أن تنعم منطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط بالاستقرار والأمان، وهذا يعمل على رقي جميع جوانب الحياة التي ينشدها الإنسان لمكافحة وهزيمة الإرهاب والتطرف.

) إيطاليا من أولى الدول المنضمة لعضوية الاتحاد الأوروبي؛ فما الدور الذي قامت به من خلال عضويتها لدعم الشعب السوري؟

- إيطاليا عملت على صعيدين، الأول على صعيد الدولة الإيطالية، والثاني في سياق عضويتها بالاتحاد الأوروبي. والوضع السوري معقد جداً. بدايةً، إيطاليا تقدم مساعدات إنسانية للشعب السوري، كما تعمل مع شركائها الأوروبيين وغيرهم للبحث عن حل سلمي يضع حدًّا لهذا النزاع وتحقيق السلام في هذا البلد.

) يعيش الكثير من المسلمين بإيطاليا؛ فما هي نظرة الحكومة والمجتمع الإيطالي لهم؟

- إيطاليا من الدول الداعية لحرية الدين. هنالك العديد من المسلمين في إيطاليا، من جنسيات مختلفة، يقومون بأداء شعائرهم الدينية بكل حرية. وإيطاليا تزخر بالعديد من المساجد ودور العبادة كمسجد روما الذي يجمع جالية إسلامية كبيرة. والمسلمون مندمجون بالمجتمع الإيطالي؛ فمنهم رجال أعمال يقومون بتوظيف الإيطاليين لديهم.

) هل هناك جالية إيطالية في المملكة؟ وكم يبلغ عددهم؟

- هناك ألف إيطالي يعيشون بالمملكة موزعون على جدة والرياض والدمام والخبر. وفي جدة يعيش الأغلبية منهم، ويعملون رجال أعمال ومهندسين، كما أن في جدة مدرسة إيطالية وقنصلية كذلك.

) هل لسعادتكم كلمة أخيرة في نهاية هذا اللقاء؟

- يحل هذه الأيام اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وباسمي وباسم حكومتي أود أن أوجّه التهنئة للملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز ولسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وللشعب السعودي كافة بأجمل التهاني والتمنيات السعيدة بحلول هذه المناسبة السعيدة.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة