Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 27/09/2013 Issue 14974 14974 الجمعة 21 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

علقت حافلة معلمات مدرسة (المغزلية) الابتدائية بمحافظة القويعية بالرمال بعد عودتهن من المدرسة مما اضطرهن للنزول تحت حرارة الشمس بهدف دفعها للسير في وسط الكثبان. ومركز المغزلية يبعد عن القويعية (مقر سكن المعلمات) قرابة 35 كم يقطعنها ذهاباً وإياباً، وغالباً ما تتعرض المعلمات لهذا الموقف، إلا أن الصورة المرافقة للخبر الذي تناقلته الصحف وقنوات التواصل الاجتماعي تثير الشفقة، إذ قامت إحدى المعلمات بتصوير زميلاتها وهن يزاولن الدفع بمثابرة وإصرار!

والحق أن الأمر يثير الدهشة، إذ تعد مسافة 35 كيلو متراً قصيرة، ويمكن لوزارة النقل أو بلدية القويعية القيام بسفلتة هذه الوصلة اليسيرة مع ضرورة استحثاث الأهالي للقائمين على المحافظة أو مسؤولي وزارة التربية والتعليم للإسراع في ذلك.

أجدني عاجزة عن إدراك مدى الاستخفاف بالمرأة السعودية لهذه الدرجة، والمعلمات على وجه التحديد، سواء بعدم توفير سيارة نقل مناسبة تتماهى مع مكانة المعلمات المواطنات، أو بالسعي لسفلتة الطريق المؤدي إلى المدرسة بطريقة سليمة.

وإذا علمنا ما يمكن أن تواجهه المعلمات في طريقهن إلى المدرسة من برودة طقس وسقوط أمطار وهبوب رياح شديدة أو غبار كثيف، أو شمس حارقة أو كلاب ضالة؛ يجعلنا نطالب بحمايتهن من هذه المخاطر التي يمكن أن تقابلهن وتنعكس على إنسانيتهن وبالتالي عطائهن.

ما ألمسه دوماً هو إصرار الفتيات على المطالبة بالحصول على الوظيفة، وحين يحصلن عليها يكتفين بحمد الله وشكر المسؤولين دون مطالبة بحقوقهن، كتوفير سبل الأمن في النقل حتى وصولهن لمقر عملهن والعودة بسلام.

ويحسن بأولئك المعلمات السعي لإنهاء معاناتهن مثلما نشرن الصورة (المأساة) التي أظهرت المعلمات وهن يدفعن السيارة وسط عاصفة من الرياح المحملة بالغبار والأتربة، وربما أخلين السيارة من الدفاتر والكتب والحقائب حتى تكون أخف دفعاً وأسرع اندفاعاً!!

فأي أمن، وأية سكينة، وأي تعليم راقٍ، وتربية فريدة؟!

وحري بوزارة التربية والتعليم الالتفات لمنسوباتها والاهتمام بهن والمحافظة عليهن والارتقاء بوضعهن ورحمتهن، فمن بين أيديهن ستنطلق أجيال من الفتيات نرنو لهن بشوق وشغف، ويتطلع لعطائهن الوطن!

rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny

المنشود
دفوا يا بنات!!
رقية سليمان الهويريني

رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة