Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 27/09/2013 Issue 14974 14974 الجمعة 21 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ومضة:

تتكون شخصياتنا في الأساس من عاداتنا.. تزرع فكرة تحصد عملاً، تزرع عملاً تحصد عادة، تزرع عادة تحصد شخصية، تزرع شخصية تحصد مصيراً.. وتستمر تلك الحكمة بلا نهاية .. يعتبر كتاب (العادات السبع للناس الأكثر فاعلية) - لكاتبه : ستيفين آر. كوفي - من أروع كتب التنمية البشرية، حيث وضع فيه الكاتب منهجاً شاملاً لحل المشاكل على الصعيدين الشخصي والمهني...

...وهذا المنهج قائم على مبادئ متكاملة أساسه العدل، الصدق، وأداء الواجبات.. مما يضمن صون كرامة الإنسان، ومساعدته على التكيف مع المتغيرات، والاستفادة من الفرص التي يصنعها التغيير.. لا سيما في ظل حياتنا التي أضحت أكثر تعقيداً، وتزخر بالعديد من الضغوط والمطالب المتزايدة، والتي تجبرنا على تعليم أنفسنا باستمرار، وإعادة اكتشافها، وتطوير عقولنا، وشحذ هممنا، حتى نعيش دوما داخل دائرة الرابحين/ ولا نكون طرازاً قديماً.

وأهم ما يميز هذا الكتاب كونه عبارة عن منهج (من الداخل إلى الخارج)، بمعنى أن تبدأ بنفسك أولاً، والأكثر أهمية أن تبدأ بالجزء الداخلي لذاتك - بتصوراتك الذهنية وسماتك ودوافعك - فإذا أردت مثلاً أن تكون موضع ثقة، احرص على أن تستحق هذه الثقة، فقطع العهود على أنفسنا والحفاظ عليها يأتي قبل التعهد أمام الآخرين. ومنهج (من الداخل إلى الخارج) يساعدنا على أن نفكر بطريقة مختلفة نغير بها تصوراتنا الذهنية إلى مستوى جديد وعميق.

كما يتدرج الكاتب ليوصلنا لمنهج (الاعتماد بالتبادل)، وهو مصطلح مفاده (نحن)، نحن يمكننا القيام بأمر ما، ويمكننا أن نتعاون، ويمكننا مزج مهاراتنا وقدراتنا معاً لنصنع شيئاً عظيماً لنا جميعاً. فالاعتماد على الآخرين هو تصور ذهني مفاده (أنت)، فأنت تعتني بي وإن لم تفعل سألقي عليك اللوم. والاعتماد على الذات مفاده (أنا)، فأنا المسؤول وأنا أعتمد على نفسي، وأنا من يملك حق الاختيار. أما الاعتماد بالتبادل فأنا قادر على الاعتماد على ذاتي، ولكنني أدرك في نفس الوقت أننا لو عملنا أنا وأنت معاً يمكننا إنجاز الكثير من العمل، وبقدر يفوق ما قد أنجزه بمفردي ولو بذلت قصارى جهدي.

لهذا كانت العادات مقسمة إلى سبع عادات، الثلاث الأولى مختصة بموضوع امتلاك الذات وتحقيق الانتصارات الشخصية. ومنها ننتقل إلى الانتصارات العامة التي تمكنك من العمل مع فريق عمل من خلال التعاون والتواصل وهي ثلاث عادات أيضاً. أما العادة السابعة فهي عادة التجديد وشحن الذات، وهي تحيط بالعادات الست وتجسدها وهي عادة التحسين المتواصل.

فما هي العادات السبع التي وضعها كوفي للناس الأكثر فاعلية؟.

أولاً : كن مبادراً :

وهي العادة الأكثر أهمية للشخص ذي الفاعلية العالية في أي بيئة. فهو مبادر لا يأخذ خطوة للأمام فحسب، بل يعي تماماً أننا كبشر مسؤولون عن حياتنا، فسلوكنا هو نتاج قراراتنا وليس ظروفنا. ومسؤولون أيضاً عن اختيار نوعية الاستجابة الصادرة عنا. فما نحن عليه اليوم هو نتاج لخيارات الأمس.

ثانياً : ابدأ والغاية في ذهنك :

أي أن تبدأ يومك بتخيل أو بتصور ذهني لنهاية حياتك ضمن المعيار الذي تحدده. فأنت تدرك جيداً وجهتك وإلى أين تذهب، وأين تقف، وبالتالي تخطو على الطريق الصحيح.

البدء والغاية في ذهنك هو أكثر الطرق فاعلية لوضع رسالة الحياة الشخصية أو الدستور الشخصي، فهي تركز على ما تريد أن تكون (الشخصية)، وما تريد أن تفعل (الاسهامات والانجازات)، وعلى القيم والمبادئ التي يقوم على أساسها ما تريد وما تفعل.

ثالثاً: ابدأ بالأهم قبل المهم:

هذه العادة هي تحقيق للعادتين الأولى والثانية وتحويلهما إلى واقع. كما أنها النتيجة الطبيعية لهما. وهي تدريب على الإدارة المستقلة (أي اتخاذ القرارات والخيارات والتصرف وفقاً لهما) حتى تصبح متمركزة حول مبدأ، وهي تمارس يوماً بيوم ولحظة بلحظة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنه قد ثبت بعد البحث والدراسات أن العامل المشترك بين جميع الناجحين هو البدء بالأهم فالمهم.

رابعاً: التفكير بمبدأ المكسب/ المكسب:

وهي فلسفة كاملة للتفاعل البشري، وهو إطار للعقل والقلب يسعى دائماً لتحقيق فائدة مشتركة في جميع التفاعلات الإنسانية. فهو الاتفاقيات أو الحلول التي تعود بمنفعة مشتركة وتحقق رضا الجانبين وتشعرهم بشعور جيد حيال تلك القرارات أو الحلول والالتزام بخطة العمل. فالحياة هي ساحة تعاونية لا تنافسية. ونجاح الفرد لا يتحقق على حساب نجاح الآخرين أو التخلص منهم.

والقبول بمبدأ آخر غير المكسب/ المكسب هو خيار ثان ضعيف على العلاقات البعيدة الأجل، لذا فإن لم تتمكن من تحقيق المكسب - المكسب، فمن الأفضل اللجوء إلى (لا اتفاق).

وهذه العادة تحتاج إلى الكثير من الأمانة، والتفكير بعقلية الوفرة والنضج أي التوازن بين الشجاعة ومراعاة الآخرين لتحقيق سعادة للمستفيدين طويلة الأجل.

خامساً: اسع من أجل أن تفهم أولاً، ثم من أجل أن تكون مفهوماً بعد ذلك:

فإذا أردت أن تكون فعالاً في عادة التواصل بين الناس، لابد أن تتبنى مهارات الانصات وفقاً للتقمص العاطفي على أساس الشخصية التي تحث على الانفتاح والثقة. ولابد أن تبني رصيداً في بنك المشاعر لأنه يخلق نوعاً من التجارة بين القلوب.

والانصات هنا يكون بنية الفهم وليس الرد، أي أن تفهم بالفعل وتنفذ من خلال الطرف الآخر، وترى العالم بالطريقة التي يراها، وتفهم تصوره الذهني وشعوره. وذلك بدلاً من إسقاط سيرتك الذاتية دون تفهم لما يجول بعقل وقلب الشخص الآخر. فالانصات يكون بمثابة منحه الهواء النفسي، وعندها فقط ستكون أنت مفهوماً.

سادساً : التكاتف :

وهو يعني أن الكل أعظم من مجموع الأجزاء - فالعلاقات التي تربط بين الأجزاء وبعضها هي جزء في حد ذاته. وهو أهم محفز وأهم عامل معزز للقوة وأهم موحد وأكثر الأجزاء إثارة وتوسيعاً لمدارك العقل.

التكاتف هو روح فريق العمل وبناء الفريق وتنمية الوحدة والإبداع مع الأشخاص الآخرين.

سابعاً : التجديد الذاتي المتوازن، اشحذ المنشار:

تخصيص وقت لشحذ المنشار هي العادة السابعة والتي تحيط بالعادات الأخرى جميعاً. إضافة إلى أنها تحافظ على أعظم الأصول التي تمتلكها وتعززها ألا وهو (أنت)، كما تجدد الأبعاد الأربعة لطبيعة الإنسان (البدني - الروحي - العقلي - الاجتماعي - العاطفي).

وختاماً.. فهذا الكتاب هو مغامرة تعليمية مسلية ومثيرة، يحفزك على أن تكون مبادراً مسؤولاً، ويساعدك على كتابة دستورك الشخصي (النصر الشخصي)، ومن ثم تكون قادراً على بناء علاقات مع الآخرين تتسم بالمبادرة والثراء والاستمرارية (النصر العام)، ومن ثم تسعى دائماً لشحذ همتك والتجديد والتحسين. والأهم هو أن نبدأ بالتطبيق، فأن تعرف ولا تطبق فهذا هو الجهل.

الرياض

العيش دوماً في دائرة الرابحين
دانة الخياط

دانة الخياط

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة