Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 27/09/2013 Issue 14974 14974 الجمعة 21 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الثقافية

نص
أيوب
محمد الخضري

رجوع

تعال واسند كتفك على كتفي

وارو لي يا أيوب عن حكايات الصبر

تعال واقترب فأنا مثلك

لدي من حكاياته يفوق ما لديك

وأنا مثلك يا أيوب مترع بالخوف والصبر

يا سيد الصبر...

قدرك أتى بك في زمان غير زماننا

وأيام لا تشابه أيامنا

ومدن لا تشبه مدننا

وأحلام ليست كأحلامنا

ونساء لا يشبهن نساءنا

وأعلم أنك كنت تقف على بوابات الصبر في مساءاتك المعفَرة بالصديد

والصبر...

وأنك كنت تبصق في وجه الريح ثم تغلق أبوابك وتنام على وسائد من جريد

في زماننا يا صاحبي اختلف الصبر

صبرنا يا سيدي أمرَ وأصعب

حتى وإن نمنا على وسائد من حرير

صبرنا يا أيوب لا يفتك حواسنا ولا يؤذي جهاز مناعتنا...

صبرنا يا رفيق الصبر يجعلنا نرى ونسمع ونتحسس الأشياء حولنا

نسمع آهات المعدمين ...

نلمح فرحة اللقاء في عيون العاشقين...

ونسمع انصهار أنفاسنا في عناق شفاهنا

يا شيخ الصابرين

أقسى معاناة الصبر أن ترى الشمس تحتضن السماء

وتتجنبك...

أن ترى البحر يرفض السفن العابرة إلى موانئ الحياة

ويرفضك

وتأبى الريح منحك سمة عبور لمدن الفرح

ويغلق عليك الليل فضاءات النهار

ويفر الماء من الماء

وتغادر الليالي المساء

هذا حالنا مع الصبر يا صاحب الصبر

أزاح سيد الصبر كتفه عن كتفي وقال با متعاض...

يا صديقي هناك ثمة أشياء تتقاذفنا إلى متاهات لا يراها النهار

وغابات حناء لم تمسسها نار

فاصبر يا صاحبي وارتشف من ماء ذلك النهر

وتمتع من شميم ذلك العرار

ثنم استلق تحت ظلك في العراء

واكتب...

بأنك واقف هنا على بوابات الصبر

تخايل شرفات الأمل الذي لن يأتي أبداً

وأنك لا تزال ممسك في كفك بحفنة من تراب

قد تحثوها يوماً في وجه الغياب المستطاب

وستدرك حتماً يا صاحبي إنك لم يبرحك الصبر

وإن كل ما تراه سراب في سراب

“البستاني”

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة