Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 27/09/2013 Issue 14974 14974 الجمعة 21 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

عزيزتـي الجزيرة

همسات في أذن حمزة
إن تشابه المسميات لا تعني تشابه التوجهات

رجوع

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

كتب الدكتور حمزة بن محمد السالم أستاذ الاقتصاد في مقاله المسكوت عنه بعنوان ( السلفية على فراش الموت ) المنشور في جريدة الجزيرة عدد 14959 في يوم الخميس 6-11-1434هـ وبعد قراءة المقال أحببت أن أهمس في أذن الكاتب بأمور

أولا ً:- يجب أن يعلم علماً يقيناً لا يخالطه شك، ولا يداخله ريب أن السلفية لا تنسب إلى إمام بعينه، أو لشيخ خاص، وإنما هي الطريقة والمنهج الذي سار عليه الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وأخذوه من النبي- صلى الله عليه وسلم- فهي باقية إلى قيام الساعة.

ثانياً:- إن كلمة السلف دارجة عند أئمة السلف، والنصوص كثيرة في هذا منها ما أخرجه الإمام مسلم من طريق محمد بن عبدالله، قال:سمعت علي بن شقيق سمعت عبدالله بن مبارك، يقول على رؤوس الناس دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف.

ثالثاً:- إن الله جل وعلا تكفل بحفظ دينه ونصرة أهل الإيمان قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُ‌وا اللَّـهَ يَنصُرْ‌كُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) فهي ليست عيبا ً، بل إن المنهج السلفي صالح لكل زمان ومكان بشموليته وعموميته لجميع النواحي الدينية والدنيوية، وهذا ما أوصى به النبي- صلى الله عليه وسلم-: (من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ....... ) رواه أبو داود.

رابعاً:- عدم الحكم على الأشياء إلا بعد تصورها مراعاة للقاعدة (الحكم على الشيء فرع عن تصوره )،فالمنهج السلفي علم وعمل ودعوة وتعليم وليس تجميدا دون عمل.

والدعوة السلفية تقوم على الجد والاهتمام والعناية بالتوحيد والتحذير من الشرك والبدع والخرافات، فالسلفية منهج شرعي يتقرب به إلى الله قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّه ُذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) . يقول الشيخ ابن سعدي - رحمه الله- (إن من يتق الله يجعل له أربعة أشياء كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها الأول: الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال والحق والباطل والحلال والحرام وأهل السعادة وأهل الشقاوة ......).

خامسا:- إن مما تتميز به الدعوة السلفية العناية بالشباب، وذلك بتربيتهم على الكتاب والسنة وحفظهم من الأخطار التي تهددهم إما انحرافات فكرية تدعوهم إلى الإلحاد والشرك والاستهزاء بالدين أو انحرافات أخلاقية تدعوهم إلى المخدرات والرذيلة، وذلك بالالتزام بأصول الدين والحذر من كيد الأعداء وشبههم وتوجيههم إلى الوسطية، وإلى الطريق الصحيح لتفريغ طاقتهم وقدراتهم، وهذا هو هديه- صلى الله عليه وسلم- (أخرج البخاري ومسلم أن رهطا من الصحابة ذهبوا إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون أزواجه عن عبادته فلما أخبروه بها كأنهم تقالوها - أي اعتبروها قليلة -، ثم قالوا: أين نحن من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل ولا أنام، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء، فلما بلغ ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- بينَ لهم خطأهم وعوج طريقهم -، وقال لهم: إنما أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ).

إن المنهج السلفي لم يهمل توجيه الشباب وحدد المسؤولية، ومن يقوم عليها وإنها عامة كل يقوم بواجبه المناط به، فالأسرة وعلى رأسها الآباء عليهم الأخذ بأيدي أبنائهم، والدعاة وأئمة المساجد عليهم مسؤولية النصح والإرشاد، والعلماء واجبهم التحذير من الشبهات والشهوات، والمعلمون والمعلمات دورهم تدريس العلم النافع وتحذيرهم من كل ما يخالف عقائده، ودور رجال الإعلام والاقتصاد مهم، وذلك بالعناية بالشباب الذين هم أكبر شرائح المجتمع، وذلك بتأصيل الجانب التاريخي للشباب، وأن يبينَ لهم أن لهم ماضيا ً مجيدا ومستقبلا واعدا يجب المحافظة عليه، والحذر من هذه الأخطار التي تهددهم، وتطرق مسامعهم وأعينهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأن الشباب لا يدرك المشاكل ويخطئ في تشخيصها ولا يحسن التعامل معها، أما إثارة الشكوك على الشباب، فإنه يؤدي إلى إثارة الفتنة في نفوسهم، لذا فإن حماية الشباب من التبعية العمياء لاتكون إلا بالعلم الذي يرفع به الإنسان عن نفسه الجهل بمقاصد هذا الدين وإحكامه.

يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله-:(اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم تعلم أربع مسائل، الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة رسوله ومعرفة دين الإسلام، الثانية: العمل به، الثالثة: الدعوة إليه، الرابعة: الصبر على الأذى فيه، والدليل قوله تعالى (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

د. عزام بن محمد سعد الشويعر - وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد - الرياض

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة