Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناFriday 27/09/2013 Issue 14974 14974 الجمعة 21 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

اليوم الوطني 83

عندما يضمخ التاريخ بعطر العظماء: الملك عبد العزيز مثالاً

رجوع

عندما يضمخ التاريخ بعطر العظماء: الملك عبد العزيز مثالاً

من بين أولئك العظماء الذين يَشرُف التاريخ بهم (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن) - طيَّب الله ثراه وجعل جنة الخلد مثواه - مؤسس هذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية) هو رجل بكل المقاييس والصفات الإنسانية، ولن يتجسد دور الملك عبد العزيز البطولي وسيرته الحميدة، إلا حينما يجوب المواطن أرجاء هذا البلد الذي يشبه القارة باتساعه، فإنه ليتملكني العجب كيف وحَّد هذا الرجل هذه الكيانات المتناثرة من الماء إلى الماء بعد أن كانت كيانات متناحرة!! هذا يسطو على ذاك وذاك يأتي على هذا! فبعد أن كانت بلادنا شذر مذر قام هذا الموحد بلمّ شتاتها تحت راية واحدة وتحت ظل دستور واحد، ألا وهو كتاب الله تعالى ذلك الدستور الذي كان يُفاخر فيه موحد هذا الكيان ويجيب عندما يُسأل رافعاً رأسه هذا هو دستورنا.. كيف لا تكون إجابة هذا المؤسس هكذا وكتاب الله ما من شيء إلا وحكمه فيه.

إن العقلية التي استطاع بها هذا الموحد أن يجعلنا نلهج بكلمة واحدة وتحت ظل هدف واحد إنها لعقلية يعز وجود أمثالها اليوم.. إن الملك عبد العزيز - رحمه الله - وقت توحيد هذا الكيان كانت الموارد الاقتصادية شحيحة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وإن الانضمام عادة إلى راية هذا أو ذاك كانت تتوخى حب المصالح الاقتصادية أو السياسية.. ولكن انضمام تلك القبائل المتناثرة في هذا البلد تحت راية الملك عبد العزيز منبثق ليس من الذهب الأصفر ولا القمح الأحمر ولا الزيت الأخضر، لكنه منبثق من سجايا هذا الرجل العظيم صاحب المبادئ السامية والأخلاق الحميدة التي عشقها أبناء تلك القبائل، فانقادوا إلى راية الملك عبد العزيز بسلك من حرير، وتاقوا إلى الجلوس على موائده الفكرية والدينية لينهلوا منها، وإن الانضمام إلى الرايات عادة يكون عبر صاهل وصامت، ولكن الأمر مختلف عند الملك عبد العزيز فقد كان الانضمام عبر فكر نيّر وقدوة حسنة.. وإن من تلك الأمور التي ربما يقف الإنسان عندها طويلاً عندما كان هذا المؤسس يوحد هذا الكيان كانت معطيات الحضارة الغربية تُسوق في الدول العربية وغيرها، ومن تلك الدول التي سُوقت فيها معطيات الحضارة الغربية ولكن كانت المملكة العربية السعودية تحتوي على أناس لم يكن لهم من الحضارة نصيب ولا قبول يُذكر!! فحينما سُوقت هذه الحضارة الغربية في بلادنا فإن بعض الناس حاربها بحجة أنها ضد الدين! ولكن بحنكة الملك عبد العزيز وذكائه وبُعد نظره استطاع بكل سهولة أن يجعل المجتمع البشري عندنا يتكيّف معها وينزل عليها برحابة صدر.. وإن من تلك الأشياء التي تُحسب في سجل تاريخ الملك عبد العزيز - رحمه الله - أنه يوم توحيد هذا البلد كانت هناك دول غاشمة تتصارع فيما بينها، لكن الملك عبد العزيز ببعد نظره وحنكته السياسية نأى ببلدنا عن هذه الأزمات الدولية، فسلمت بلادنا منها، بل إنه - رحمه الله - استطاع أن يجعل من الأعداء أصدقاء، فكثير هم الذين خطبوا وده وهذا شيء يُعرف عند الجميع.. ولما حلَّ الملك عبد العزيز ضيفاً في جوار ربه بعد أن أرسى قوائم هذا الصرح العظيم جعله أمانة في رقاب أبنائه البررة فحافظ أبناؤه على هذا الكيان بكل ما يستطيعون، فلهم منا الشكر والعرفان إلى أن جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي شمَّر عن ساعديه لخدمة الدين والوطن والمواطن من عبث كل عابث وكيد كل كائد.. سلمتِ يا بلادناودمتِ من مجد إلى مجد.

- عبد العزيز محمد الروضان

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة