Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 30/09/2013 Issue 14977 14977 الأثنين 24 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

في أحد منتديات التقنيات المتقدِّمة، التقيت أحد قيادات جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ودار نقاش حول ما هو المطلوب من جامعاتنا الجديدة وجامعة الملك عبدالله وكيف تصبح تلك الجامعات أكثر تأثيراً في تغيير ثقافة المجتمع وسلوكه - وهو جانب مغيب تماماً - كما أرى- وأبعد من المفهوم الأكاديمي التقليدي لوظائف الجامعات الرئيسية الثلاث (التدريس، البحث، خدمة المجتمع). أي أن الجامعات يجب أن تغيّر من ثقافة وسلوك المجتمع للأفضل، التي أرى أنها “وظيفة رابعة”، مع الحفاظ على قيم المجتمع النبيلة المستقاة من سياسة القيادة الرشيدة المبنية على مبادئ ديننا الحنيف، بحيث تكون الجامعات مؤثّرة بثقافة وسلوك المجتمع لا متأثرة به تقود التغيير الاجتماعي للأفضل وهو ما تصبو له قيادة هذا البلد المعطاء من خلال توثيق العلاقة والتفاعل البناء مع المجتمع، ومن تلك الأمور المهمة في هذا الموضوع - تغيير ثقافة المجتمع وسلوكه - كما أراها:

1 - تأصيل مفهوم الوحدة الوطنية والحفاظ على مقدرات الوطن.

2 - تأصيل ثقافة الانضباط والالتزام واحترام العمل.

3 - الجدية في العمل والمقدرة في خلق فرص العمل مستقبلاً.

4 - أن يكون الفرد منتجاً ومساهماً في خدمة المجتمع لا أن يكون عبئاً عليه.

5 - احترام الأنظمة والقوانين وتطبيقها على الوجه المطلوب.

6 - احترام الغير وتأصيل ثقافة الحوار والتسامح ونبذ التعصب.

7 - المحافظة على القيم والمثل العليا للمجتمع.

8 - أن البقاء في المنصب الإداري ليس مخلداً.

9 - قرب المسؤول للمواطن وأنه وجد لخدمته.

أما بخصوص العلاقة بين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والجامعات الجديدة بوجه خاص، فأرى أهمية توثيق تلك العلاقة واستمراريتها على أن يكون محور العلاقة على تغيير ثقافة العمل والبحث العلمي في تلك الجامعات التي لا شك أنه سينعكس إيجاباً على تنمية مجتمعاتها، والتي منها:

1 - نقل الفكر الإداري الحديث ومنهج البحث العلمي المتقدِّم.

2 - إعطاء فرصة لأساتذة تلك الجامعات للمشاركة في إنجاز أبحاث متقدِّمة تتحوّل في نهايتها إلى منتج وطني يغزو الأسواق العالمية ويحقِّق مكانة اقتصادية ودخلاً إضافياً للبلد ليصبح أحد محاور اقتصاد البلد مستقبلاً.

3 - إعطاء الفرصة لبعض المتفوّقين (أو المعيدين والمحاضرين) في تلك الجامعة لإكمال دراستهم وأبحاثهم لينهلوا من الثقافة العلمية في هذه الجامعة العالمية أو إعطاء مقاعد دراسية محددة لكل جامعة جديدة مع الأخذ بشروط القبول في هذه الجامعة.

إن تغيير ثقافة المجتمع وسلوكه والنهوض به للأفضل هي النقطة الأساسية في الانطلاق نحو التغيير والتطوير، والعلاقة الوثيقة بين الجامعات الجديدة وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية سيكون لها نتائج إيجابية على البلد والمجتمع من خلال تغيير الثقافة والسلوك السائد وتطوير الفكر الإداري والعلمي. إن جامعة الملك عبدالله ستكون هي همزة الوصل بين تلك الجامعات والجامعات العالمية المرموقة ومن خلال تلك العلاقة يحقق التطور العلمي والفكري والرقي بالمجتمع وهذا ما يطمح له المخلصون في هذا البلد.

أخيراً، لا شك أن الجامعات هي مصنع القيادات وكوادر المستقبل وتعتبر ركناً أساسياً من أركان بناء الدولة الحديثة والعصرية القائمة على الفكر المتطور والمنفتح على الثقافات الأخرى. والبيئة الجامعية لها أبعاد كبيرة أكثر أهمية تتجاوز المهام التقليدية للجامعة، ومن هنا يأتي إدراك أهمية دور الجامعة، التي ما هي إلا مؤسسة اجتماعية، تؤثّر في مجتمعها، كما أنها تتأثر بما يحيط بها من ثقافات، وتكون قناة لجلب ثقافات بعيدة أخرى مفيدة. والله من وراء القصد.

- عضو مجلس الشورى

جامعة الملك عبدالله والجامعات الجديدة والدور المطلوب!
د.حامد ضافي الوردة الشراري

د.حامد ضافي الوردة الشراري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة