Thursday 07/11/2013 Issue 15015 الخميس 03 محرم 1435 العدد

سلوكيات «خاطئة» من الآباء والأمهات والضحية الأطفال

تعقيباً على ما ينشر في «الجزيرة» من مواضيع تتعلق بالتربية والتعليم، أقول إن هناك مواقف تربوية وتعليمية مؤلمة وسلوكيات خاطئة وخطيرة، نكتشفها في فصول التعليم المبكر تصدر من الأطفال، تثبت لنا خللا كبيرا يتم ممارسته في حقهم داخل منازلهم ، وسواء انتبه لها الأبوان أم لم ينتبهوا، فبالتأكيد أن لها الأثر الكبير في تأثر سلوك الطفل ، وسأعرض بعض المشاهد الحية التي آمل أن تستوقفنا ونعي لها ونأخذ منها العظة والعبرة.

رأوا فطبّقوا :

طفل في الخامسة من العمر يتم نقله من مدرسته في رياض الأطفال إلى المستشفى ثم غرفة العمليات، والسبب أنه أدخل قلمه الرصاص المبري، والذي كان رأسه كرأس الدبوس في أذنه فخرق به طبلة، أذنه مما سبب كسر رأس القلم في الداخل، رأى الطفل والده يفعل ذلك بقلمه الحبر، ورأى والده يشعر بتلك النشوة المصاحبة لهذا السلوك الخاطئ، فأراد أن يفعل ذلك تقليداً لوالده فكانت النتيجة المؤلمة إلى غرفة العمليات.

إجابة الأب الخاطئة :

طفل في السادسة من العمر يسأل والده عن إشارة المرور بأنّ اللون الأخضر للسير واللون الأحمر للوقوف فما حال اللون الأصفر .؟ جميعنا يعلم أنها دلاله على الاستعداد للوقوف ، فبدل أن يجيب الأب والمربي الفاضل على سؤال الابن، بالإجابة الصحيحة التي يتعلم من خلالها السلوك الصحيح، أجابه بالسلوك الخاطئ الذي يتبعه هو في حال أن اقترب من الإشارة وبدا له اللون الأصفر، فقال باللغة الدارجة: ((اللون الأصفر يعني الحق الإشارة قبل تصير حمرا !!))، فإذا كان هذا هو نوع الدعم الذي نجده من بعض أولياء الأمور في تربية وتعليم الطفل ، فلن نلمس سوى التخبط بين ما يتعلمه الطفل بين البيت والمدرسة .

كما سمعتُ حرفياً :

طفلة في الخامسة من العمر تتلفّظ مع زميلاتها في الفصل بألفاظ بذيئة يخجل الكبار من سماعها، علاوة على التلفّظ بها ، وتصفهن بألفاظ لا ينبغي أبداً أن يوصف بها مسلم، وعندما بحثت مع مجموعة من معلمات التلميذة وراء الأمر واجتماعنا بوالدة التلميذة، تبيّن أنّ الطفلة ضحية منزل لا يدير حواراته ونقاشاته إلاّ بهذه الألفاظ ، فما كان من الطفلة الضحية إلاّ أنها تصطحب ما تسمعه من والديها إلى داخل أسوار الروضة التي تدرس بها، وتنعت بهذه الألفاظ زميلاتها دون معرفتها بمعنى تلك الكلمات التي تتلفّظ بها وتسمعها باستمرار داخل المنزل.

قدوتها (كاتي) :

طفلة في السادسة من عمرها تتميّز بالذكاء وسرعة البديهة، ولكن عند الحوار معها نرصد الكثير من الكلمات التي تقوم بنطقها بطريقة غير سوية وليس بالطريقة الصحيحة ، بالتأكيد ليس لعلة في النطق ولكن لأنها حفظت الكلمة بهذا الشكل .

في يوم من الأيام كان الدرس عن طاعة الوالدين وذكر فضائلهم علينا من تربية ورعاية واهتمام ، بأنّ الأب هو الذي يشقى ويتعب من أجل أن يؤمّن لنا ما يلزمنا من حوائج ولقمة العيش، والأم هي التي تقوم برعايتنا والاهتمام بنا وتدريسنا، وهي التي تقوم بتحضير وجبة الإفطار لنا في كل صباح، وتتناوله معنا وتقوم بتجهيزنا للذهاب إلى المدرسة.

الطفلة لم يعجبها الكلام.. وبعفوية الطفل عقبت وقالت: أنا أحفظ واقرأ وأتعلم وآتي إلى المدرسة لا ينقصني شي وأتناول فطوري في المنزل، وأسرح شعري بشكل جميل , وكل ذلك تفعله لي «كاتي» شغالتنا وليست أمي! أنا أحب كاتي! فهذه ضريبة تربوية يدفع ثمنها أبناؤنا عند إهمالنا لهم وتسليم مهام هامة إلى الخادمة من المفترض أن نقوم بها نحن.

آمال عبد الله بن ماضي - معلمة مختصة في التعليم المبكر