Tuesday 12/11/2013 Issue 15020 الثلاثاء 08 محرم 1435 العدد
12-11-2013

الأطماع الحوثية في الأراضي اليمنية!

في ظل تصدير الثورة الإيرانية إلى اليمن، التي سعت إلى تحقيق مآرب سياسية، وأطماع توسعية؛ لتشمل المنطقة برمتها، يأتي إقدام الحوثيين على حصار «دماج»، وتوسع عصاباتهم المسلحة؛ لاحتلال المركز، الذي يعتبر العقبة الكؤود أمامهم؛ من أجل السيطرة الكاملة على المحافظات الشمالية، مع الشريط المحاذي لها، والسعي نحو تغيير التركيبة العقدية، والمذهبية لتلك المناطق، الأمر الذي حقق لهم نجاحا في تحقيق نسبة كبيرة من أهدافهم، وذلك عندما استطاعوا إتقان اللعب على طرفي النزاع السياسي في اليمن.

ظهرت الحركة الحوثية المشبوهة في غفلة التجاذبات السياسية في اليمن، وذلك في ظل الفراغ السياسي، والعسكري، واستطاعت أن تخلق كيانا عسكريا قويا؛ ليمثل امتدادا شيعيا لمشروع الثورة الإيرانية.

وحول هذا المعنى يقول -الدكتور- محمد المهدي في مقدمة كتاب: «نظرة الإمامية الاثني عشرية إلى الزيدية»، لمؤلفه - الباحث - محمد الخضر: «ومما لا خلاف فيه، أن الحوثية ذات منزع جارودي، وهي إحدى فرق الزيدية، التي تقترب فكرياً مع الاثني عشرية، -لاسيما- في سب الأصحاب، والقول بأحقية علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- للخلافة، وتقديمه على من سواه.

ومن خلال الاطلاع على الخطاب الحوثي السياسي، تجد انبهاراً حوثياً بثقافة الخميني، وثقافة الفرس، وأولاد بدر الدين -جلهم- ابتعثوا إلى إيران، وكتبه -جلها- مطبوع في إيران.. فهم يرضعون من حليبها، وينفذون مشاريعها، ويعدون أنفسهم جزءاً من كيانها الدولي».

إذن، فالسياسة الصفوية الإيرانية تقوم على عقيدة مذهبية، وطائفية، وتتحرك بوحي من أحقاد تاريخية، تستهدف اجتثاث الوجود -العربي السني-.

وما يفعله الحوثيون -اليوم-، هو استكمال لاحتلال الأجزاء المهمة من الحزام الشيعي في جنوب الجزيرة العربية، والعمل على تمكين المخطط الإيراني من تمتين الاثني عشري هناك.

إن جهل الكثيرين بأبعاد القضية، وتغييبهم البعد الفكري، والتأثير الديني، فتح أبواباً من التأويلات المتباينة، وطرحها في سياق الإثارة، أو المكايدات؛ مما أدى إلى إمكانية تكوين ما يشبه «منظمة حزب الله» في لبنان، الذي سيطر على الجنوب اللبناني. -وبالتالي- فإن العمل على احتواء اليمن، ومساندته في كافة الاتجاهات السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والثقافية، والاجتماعية، أصبح خياراً لا يقبل القسمة على اثنين؛ لينهض اليمن من كبوته الاقتصادية، ويكون قادراً على تجاوز آثار المشكلات الداخلية، والخارجية.

فالخطأ يستدرك، والنقص يجبر.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب