Tuesday 12/11/2013 Issue 15020 الثلاثاء 08 محرم 1435 العدد
12-11-2013

ضد المتاجرين بالوطن

كشفت أحداث منفوحة في العاصمة الرياض مساء السبت الماضي، أن مواجهة أجهزة الأمن لمخالفي الأنظمة هي أكثر خطورة من مواجهة الارهاب. فالمخالفون لأنظمة الإقامة، ليسوا بؤراً كالارهابيين لنجتثهم، بل هم جزء من حياة طويلة، دامت عقوداً من الزمن، ولكي نقضي عليهم، سنحتاج إلى الحزم والصبر ومواصلة العمل. هؤلاء هم ثمرة فساد طويل شارك فيه أكثر من طرف، ابتداء من من ضعاف النفوس في الأجهزة الحكومية، وانتهاءً بالمواطن المتستر. وهذا يعني أن المواجهة يجب أن تشمل المخالفين ومَنْ وراءهم، ولذلك فإنها ستكون مفصلية، إما أن تنجح ونتخلص من هذا السرطان القاتل، أو نفشل، فنظلّ تحت رحمة هذا الداء العضال، الذي سيودي بحياتنا في أية لحظة، وبشكل مؤلم ومروع.

لقد كنا في انتظار هذه المعركة، كنا كمواطنين مهيئين لها. كنا نعرف أن المسألة لن تكون مجرد «باص جوازات» يجمع المخالفين ويطلب من مكفوليهم الحضور وتسديد الغرامات، بل ستكون حرباً حامية الوطيس، بين ممثل الأمن وبين مخالف الأمن. والمطلوب اليوم، دعم هذه الحملة وعدم استغلالها لتصفية الحسابات الشخصية، أو لتلميع الذوات، أو لزعزعة الثقة لدى العاملين فيها. إنها بداية لتصحيح كثير من الأخطاء التي ظلّت تعيق نمو الوطن وأبناء وبنات الوطن، وتتيح للفساد والفاسدين أن يتاجروا به.

مقالات أخرى للكاتب